في حين أنه قد تبدو النمور منعزلة بشكل مهيب، وجد الباحثون أنها تستطيع التمييز بين صوت مالكها وصوت البشر الآخرين، ما يشير إلى أنه حتى الحيوانات التي تتجنب العيش الجماعي هي بعيدة كل البعد عن كونها غير اجتماعية.
ووجدت دراسة أن النمور يمكنها التمييز بين الأصوات البشرية المألوفة وغير المألوفة، إذ اكتشف الباحثون أن النمور والفهود والكوجر، لديها أيضًا أذن لسماع نغمات مختلفة والتمييز بينها على الأقل عندما يعيشون بين الأسر.
وقالت البروفيسور جينيفر فونك، من جامعة أوكلاند في روتشستر بولاية ميشيجان، التي شاركت في الورقة البحثية، إن "النتائج يمكن أن تعكس حاجة مثل هذه الحيوانات في البرية للتعرف على أشبالها"، مضيفة أن هذه المهارة يمكن أن تساعدهم أيضًا في الانتباه إلى نداءات الإنذار الصادرة عن الأنواع الأخرى.
تجربة عملية
وكتبت فونك وزملاؤها في مجلة "PeerJ" كيف درسوا العديد من أنواع القطط الكبيرة التي عاشت في أماكن أسيرة مثل حدائق الحيوان والمحميات الطبيعية، وأنه تم تنفيذ دراسة تجريبية أولية شملت 7 نمور من 5 أنواع، ومن ثم أجرى الفريق دراسة أكبر شملت 24 قطة كبيرة من 10 أنواع، 16 منها تم تربيتها على يدي البشر و8 من قبل أمهاتها.
وسجل الفريق ردود فعل القطط الكبيرة وحلل سلوكياتها، مثل التحول في النظرة، أو حركة الرأس، أو التحرك نحو الصوت أو بعيدًا عنه، إصدار أصوات مثل الزئير.
وتم تعريض كل قطة لتسجيلات صوتية لثلاثة أشخاص غير مألوفين يتحدثون نفس العبارة - "صباح الخير، كيف حالك اليوم؟" - يليه تسجيل لنفس العبارة بصوت مألوف، على سبيل المثال صوت حارس الحيوان، بينما حمل التسجيل الأخير صوتًا آخر غير مألوف يكرر هذه العبارة.
استطاعوا التمييز
كشفت النتائج أنه بغض النظر عن الجنس أو ما إذا كانت النمور تمت تربيتها على يد البشر أو مع أمهاتها، فإنها استجابت بسرعة أكبر بكثير ولفترة أطول وبكثافة أكبر للصوت البشري المألوف مقارنة بالأصوات الأربعة غير المألوفة.
وأثبتت النتائج حتى عندما تم استبعاد الأسود - القط البري الوحيد المعروف أنه يعيش في مجموعات اجتماعية كبيرة - من التحليل. إن إدراج أو حذف الأسماء في العبارات التي يتلقونها لم يحدث فرقًا كبيرًا.
وقالت فونك: "لقد فوجئت بأن النتائج كانت واضحة تمامًا، أعتقد أنه من المثير للاهتمام بالنسبة للجمهور أن يعتقد أنه حتى القطط الكبيرة غير المنزلية تحفظ من يعتني بها، ما يشير إلى أنها قد لا تكون منعزلة وغير مبالين كما تشتهر في بعض الأحيان".
غير مؤكدة
ومع ذلك، فإن هناك قيودا للدراسة، التي تضمنت كم العينية القليل الذي تمت الدراسة عليه، الذي يعني أن الفريق لم يتمكن من فصل النتائج حسب الأنواع.
وقال الفريق إن النتائج تشير أيضًا إلى أن القدرة على الاستماع إلى الأصوات البشرية الفردية ليست نتيجة للتدجين، لكن ببساطة ترجع إلى التعرض المنتظم للبشر، وتفترض "فونك" أنه من المحتمل العثور على نتائج مماثلة في القطط في البرية، بشرط أن يسمعوا نفس الأصوات البشرية في كثير من الأحيان بما فيه الكفاية.