الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد "مجزرة المساعدات".. ممنوع "انتقاد إسرائيل" بأمر أمريكي

  • مشاركة :
post-title
جثامين شهداء مجزرة المساعدات فى غزة -أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

وفرت الولايات المتحدة الأمريكية "حماية جديدة" لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في مجلس الأمن، إذ منعت واشنطن المجلس من إصدار رد على "جريمة الحرب" الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين المنتظرين للمساعدات الغذائية في "دوار النابلسي" بمدينة غزة.

وفتح جنود الاحتلال النيران، أمس الخميس، على منتظري المساعدات الغذائية في دوار النابلسي بمدينة غزة، ما أودى بحياة 112 فلسطينيًا، وأصاب 760 آخرين.

وعقد مجلس الأمن جلسة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، لمناقشة مسألة إصدار الدول الأعضاء بيانًا ردًا على الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية عند "دوار النابلسي" بمدينة غزة.

النص التفاوضي

ولم يصدر أي بيان عقب الجلسة المغلقة للمجلس، ورفضت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية الدائمة في مجلس الأمن، النص التفاوضي الذي يتضمن عبارات "انتقاد لإسرائيل".

وتضمن النص أن أعضاء المجلس يعربون عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد باستشهاد أكثر من 100 شخص وإصابة حوالي 750 آخرين جراء فتح القوات الإسرائيلية النار على حشد من الناس كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية في جنوب غربي غزة.

كما دعا النص إلى "تجنب حرمان المدنيين في قطاع غزة من الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي لا غنى عنها من أجل البقاء على قيد الحياة"، وذلك بما يتناسب مع القانون الإنساني الدولي.

وبخلاف ذلك، أعرب عن خشيته من أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة "سيواجهون مستويات مثيرة للقلق من مشاكل الغذاء الحادة".

ودعا النص إسرائيل إلى إبقاء المعابر الحدودية مفتوحة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتسهيل فتح معابر إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية على نطاق واسع.

جوتيريش مصدوم

بدوره، قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أمس الخميس، إن "استشهاد أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية في غزة مسألة تتطلب تحقيقًا مستقلًا وفعالًا".

وأضاف أنه "مصدوم" من أحدث تطورات الحرب مع إسرائيل، التي تقول سلطات فلسطينية إن أكثر من 30 ألف مدني استشهدوا فيها، منذ السابع من أكتوبر.

وردًا على أسئلة بشأن فشل قرار لمجلس الأمن مؤخرًا، كان يسعى إلى وقف إطلاق النار، قال جوتيريش إن تفاقم الانقسامات الجيوسياسية "حول حق النقض إلى أداة فعالة لشل عمل مجلس الأمن".

وتابع "لدي قناعة تامة بأننا بحاجة إلى وقف إنساني لإطلاق النار، ونحتاج إلى إطلاق سراح الرهائن بشكل فوري وغير مشروط وأنه ينبغي أن يكون لدينا مجلس أمن قادر على تحقيق هذه الأهداف".

وأمس الخميس، أطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة دوار النابلسي جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 112 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة 760 آخرين، وفق السلطات الصحية في القطاع.

ويأتي ذلك بينما تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".

جوع شديد وفقر مدقع في غزة

ووقعت "مجزرة المساعدات" وسط الجوع الشديد والفقر المدقع في قطاع غزة المحاصر، حيث حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، من أن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة على حافة المجاعة، مع اقتراب الحرب على القطاع من خمسة أشهر.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في أنحاء غزة "يواجهون مستويات كارثية من الحرمان والجوع".

وفي الوقت نفسه، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من "احتمال حقيقي لحدوث مجاعة بحلول شهر مايو، مع تعرض 500 ألف شخص للخطر إذا سمح للتهديد بالتحقق".

واليوم، يحتاج جميع السكان تقريباً البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى المساعدات الغذائية. وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، لمجلس الأمن، خلال جلسة الثلاثاء الماضي: "إن غزة تشهد أسوأ مستوى من سوء التغذية بين الأطفال في أي مكان في العالم"، مشيرًا إلى أن طفلًا واحدًا من بين كل ستة أطفال دون سن الثانية يعاني من سوء التغذية الحاد.

مفاوضات وقف إطلاق النار

وتمثل مأساة أمس الخميس، واحدة من أكثر الحوادث دموية في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة. وجاء ذلك في وقت حرج بالنسبة للصراع، حيث وصلت المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول اتفاق لوقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة إلى لحظة محورية محتملة، وفق ما ذكرت شبكة" سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

ولفتت الشبكة إلى تحذير عزت الرشق، العضو البارز في حركة حماس، من أن استشهاد المدنيين منتظري المساعدات في غزة قد يؤدي إلى فشل المحادثات الجارية.

وقال الرشق في بيان نشرته حركة حماس عبر تطبيق تليجرام، إن "المفاوضات ليست عملية مفتوحة. ولن نسمح لمسار المفاوضات أن يصبح غطاء لجرائم العدو المستمرة بحق أهلنا في قطاع غزة".

وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، عقب مجزرة المساعدات أمس، على ضرورة التوصل إلى "وقف إطلاق نار مؤقت محتمل كجزء من صفقة المحتجزين للسماح بدخول المزيد من المساعدات" إلى القطاع.