الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أملا في بقائهم بالحكم.. نتنياهو وحكومته يخططون لاجتياح لبنان

  • مشاركة :
post-title
الدخان يتصاعد من بنت جبيل جنوب لبنان جراء القصف الإسرائيلى - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

ثمة قلق متزايد يساور مسؤولي الإدارة والمخابرات الأمريكية، إزاء عزم جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل بريًّا في لبنان، في أواخر الربيع أو أوائل الصيف، حال فشلت الجهود الدبلوماسية في دفع حزب الله إلى الانسحاب للوراء بعيدا عن الحدود الشمالية مع المستوطنات.

إحاطات استخباراتية

وذكرت شبكة " سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، إنه في حين لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، فإن القلق حاد بما فيه الكفاية داخل إدارة بايدن، لدرجة أن احتمال التوغل قد شق طريقه إلى الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين في الإدارة، وفقًا لشخص تلقى إحاطة وتم إخباره، بأنه يمكن أن تتم العملية في أوائل الصيف.

ونقلت الشبكة عن أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن: "نحن نعمل على افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية في الأشهر المقبلة". وأضاف المسؤول:" إن عملية عسكرية إسرائيلية هي احتمال واضح. وليست بالضرورة وشيكة في الأسابيع القليلة المقبلة، ولكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في 7 أكتوبر الماضي، تزايدت عمليات القصف المتبادل بين جيش الاحتلال وحزب الله في جنوب لبنان، مما زاد المخاوف من اندلاع حرب واسعة بين الطرفين.

منطقة عازلة

وفي حين أن الولايات المتحدة تتوسط في المناقشات الجارية حول وقف إطلاق النار في غزة، فإن إدارة بايدن تقود أيضًا مناقشات موازية مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، والتي في حال نجاحها ستنشئ منطقة عازلة بعرض أميال داخل جنوب لبنان، ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذا الاتفاق من شأنه أن يؤجل على الأرجح التوغل الإسرائيلي، وفق "سي. إن. إن".

ونقلت الشبكة عن المسؤول الكبير في الإدارة الأمريكية، الذي سمع آراء متباينة داخل الحكومة الإسرائيلية حول ضرورة التوغل بريا في لبنان، قوله: "أعتقد أن ما تفعله إسرائيل هو أنها تثير هذا التهديد على أمل أن يكون هناك اتفاق عن طريق التفاوض".

وأضاف المسؤول: "يشير بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى أن الأمر يتعلق بمحاولة لخلق تهديد يمكنهم الاستفادة منه. ويتحدث آخرون عن ذلك باعتباره ضرورة عسكرية ستحدث".

صقور الاحتلال

وقال مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن، إن هناك عناصر داخل الحكومة والجيش الإسرائيليين تؤيد التوغل، مضيفًا إن هناك "مجموعة متنامية تقول مرحبًا، دعونا نلقي نظرة فقط. دعونا نفعل ذلك فحسب، لكن أي توغل قد يؤدي إلى "تصعيد كبير جدًا لا نعرف حتى أبعاده".

ولفتت "سي. إن. إن" إلى بيان للسفارة الإسرائيلية في واشنطن، ذكر: "إن إسرائيل لن تعود إلى الوضع الراهن قبل الحرب، حيث يشكل حزب الله تهديدًا عسكريًا مباشرًا وفوريًا لأمنها على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

وفي الأيام الأخيرة، صعد جيش الاحتلال قصف مناطق أعمق في لبنان. وجاءت الضربات، الأسبوع الماضي، على بعد 27 ميلاً من العاصمة بيروت، وهو أبعد مسافة داخل الأراضي اللبنانية من الحدود مع المستوطنات، منذ بدء القصف المتبادل في 7 أكتوبر الماضي. وقصف جيش الاحتلال، الاثنين الماضي، معقل حزب الله بعلبك في شمال شرق لبنان.

وقال شخص آخر مطلع على المخابرات الأمريكية: "هناك مخاوف من أن يتطور الأمر إلى حملة جوية موسعة تصل إلى مناطق أبعد شمالاً في المناطق المأهولة بالسكان في لبنان وتتطور في النهاية إلى عنصر بري أيضًا". وأضاف المصدر أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي "يدق أجراس الإنذار".

وزار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسى ليفى، الحدود الشمالية، الثلاثاء الماضي، وقال إن "حزب الله يجب أن يدفع ثمنًا باهظًا بسبب أفعاله منذ 7 أكتوبر. وأضاف: " من الواضح أن أول شيء يتعين علينا القيام به هو صد العدو، ثم قم بإنشاء حاجز قوي للغاية".

وقد عين البيت الأبيض المبعوث الخاص عاموس هوشستين لقيادة الجهود الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي. وقال المسؤول الأول في الإدارة: "إذا نجح عاموس في التفاوض على ترتيب الحدود، فإن احتمال القيام بعملية عسكرية في وقت لاحق من هذا العام سوف ينخفض ​​إلى حد كبير".

الانسحاب 10 كيلومترات

وأضاف المسؤول، أنه "إذا تم دفع حزب الله للانسحاب للوراء حوالي 10 كيلومترات، فإن ذلك سيؤدي إلى التخلص من بعض الذخائر قصيرة المدى التي كانوا يستخدمونها ضد إسرائيل".

وقد اعترف المسؤولون الإسرائيليون، بأن الحرب مع حزب الله ستكون أكثر تكلفة وتدميرًا لإسرائيل من الحرب الحالية على غزة، نظرًا لحجم ترسانة حزب الله وطبيعتها الأكثر تقدمًا.

ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول إسرائيلي، إن "إسرائيل كانت على استعداد لمنح الدبلوماسية فرصة وتأمل أن تنجح". وأضاف المسؤول: "إذا لم يتم حل القضية دبلوماسيًا، فسيتعين على إسرائيل أن تفكر في وسائل بديلة".

وحسب الشبكة، تحاول الولايات المتحدة إقناع إسرائيل، بأن وقف إطلاق النار في غزة، سيؤدى إلى خفض التصعيد مع حزب الله، لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن ذلك لن يحل المشكلة.

وقال وزير جيش الاحتلال يوآف جالانت، في بيان يوم الأحد على منصة إكس: "حتى لو كانت هناك هدنة مؤقتة في الجنوب مع حماس في غزة، فسنزيد إطلاق النار في الشمال بشكل مستقل، وسنستمر حتى الانسحاب الكامل لحزب الله وعودة السكان إلى منازلهم".

وقال المسؤول الأول في الإدارة الأمريكية، إن الاتفاق الذي يدفع حزب الله ببساطة إلى التراجع عن الحدود قد لا يكون كافيًا لإسرائيل، مشيرًا إلى التوغل البري من شأنه أن يمنح إسرائيل فرصة "لجز العشب" وتدمير البنية التحتية المادية لحزب الله في الجنوب، الأمر الذي من شأنه على الأقل إبطاء العودة المستقبلية إلى المنطقة الحدودية.

ولفت المسؤول، إلى أنه في حال لم يحدث الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، فسوف يتعين ملء المنطقة العازلة بقوات من القوات المسلحة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل).

وقال المسؤول: "أيًّا كان الكيلومتر العازل الذي يتم التفاوض عليه، فلن يُبقي حزب الله خارجًا إلى الأبد، ولكنه سيوفر على الأقل بعض الضمانات بأنهم لن يعودوا على الفور".

بقاء نتنياهو مرهون بتمديد القتال

وما يعزز القلق الأمريكي من قيام جيش الاحتلال لاجتياح جنوب لبنان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديه مصلحة في تمديد القتال لأن إنهاء الصراعات قد يؤدي إلى نهاية حكومته.

وقال المسؤول الكبير الأول في الإدارة الأمريكية: "بمجرد انتهاء الحرب، فإن تاريخ انتهاء صلاحيته- يقصد نتنياهو- يصل. لذا فهو بحاجة إلى الحفاظ على الرواية القائلة بأن إسرائيل لا تزال في منتصف الحملة، لمحاولة درء الجهود الرامية إلى إزاحته".

ولفتت "سي إن إن" إلى أن إسرائيل حريصة على الدخول في صراع مع حزب الله، حيث أخذت الصحفيين لمشاهدة تدريبات بالذخيرة الحية في مرتفعات الجولان، بالقرب من لبنان، واستعرضت دباباتها إلى جانب قوات المشاة.

وقال المسؤول الكبير الثاني في الإدارة: "أعتقد أن غالبية الأشخاص المسؤولين في كلا الجانبين لا يريدون التصعيد ويريدون حلاً دبلوماسيًا يسمح لنا بوقف التصعيد. كن هؤلاء ليسوا هم الذين يتصدرون المشهد دائمًا".