احتفت الدورة الـ25 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، بمشوار الفنانة سلوى محمد علي، إحدى أبرز الممثلات في الدراما المصرية سواء في المسلسلات أو الأفلام أو على خشبة المسرح، ورغم تميز موهبتها المدعومة بدراسة أكاديمية لكن امتنعت عنها مساحات الأدوار الكبيرة في أعمالها الفنية، الأمر الذي تتعامل معه برضاء داخلي شديد، إذ قالت في ندوة التكريم بالمهرجان: هناك ممثلون للأدوار القصيرة، لا تستطيع أن تستوعب الأدوار الكبيرة زخم موهبتهم.
جاء ذلك ردًا على سؤال من المخرجة هالة خليل إحدى صديقات أو "أخوات" سلوى محمد علي بالوسط الفني كما تسميهم الممثلة، التي تشعر بأن موافقتها على أداء شخصيات ذات مساحات صغيرة بالأعمال الفنية، ظلمها فنيًا وجعل المنتجين والمخرجين يضعونها في نوعية مماثلة لا تغادرها، ولم يتم الاستفادة من موهبتها كما ينبغي.
ولكن سلوى محمد علي ترى أن نجوم كبار - مثل توفيق الدقن - لم يصعدوا إلى الأدوار ذات المساحة الأعلى، حيث لم تكن لتستوعبهم، قائلة: دعوني أنال هذا الشرف وأضع نفسي بجوار توفيق الدقن.
ورغم تعدد أدوار سلوى محمد علي وتشعبها تبقى شخصية "خالة خيرية" التي جسدتها في مسلسل العرائس الشهير للأطفال "عالم سمسم" الأكثر حضورًا لدى الجمهور، الأمر الذي لا يسعد الممثلة المكرمة بالمهرجان، إذ قالت إن نجاح خيرية لدى الجمهور فاق نجاحها هي نفسها ومهما قدمت من شخصيات وتألقت بها لكن يبقى لهذه الشخصية حضورها القوي حيثما ذهبت وهذا قد يجعلني أشعر بالغيرة منها.
سلوى محمد علي التي ولدت في منتصف الستينيات عاصرت في طفولتها حركة نهضة فنية ونقدية كبيرة الأمر الذي أسهم في حبها للفن إضافة إلى ولع أسرتها بالسينما، حيث كان الذهاب إلى دور العرض طقسًا مستمرًا ومحببًا إلى نفس أسرتها، وتوغل الأمر داخلها، لذا درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأيضًا حرصت على الدراسة بمعهد النقد الفني، وتعلمت الكثير ممن درست على أيديهم ومن أساتذتها نهاد صليحة ومحمد عناني، وأيضًا ممن عملت معهم ومنهم الفنان حمدي غيث والمخرج يسري نصر الله والمخرج محمد خان والفنانة عايدة عبدالعزيز.
يتبع العديد من النجوم مدرسة الروسي ستانيسلافسكي أحد مؤسسي مسرح الأداء الصادق، ومن هؤلاء النجوم محسنة توفيق التي سبق أن عملت معها سلوى محمد علي وتعشق أداءها ورغم ذلك ترفض نجمة مسلسل "رمضان كريم" الاندماج الكامل في تجسيد الشخصيات، قائلة يجب أن يكون العقل حاضرًا لخدمة الأداء والتنقل بين الانفعالات.
الممثلة المتصالحة مع كونها أنها ليست نجمة صف أول تفخر بأنها من حارة شعبية مصرية، مشيرة إلى أن ذلك ساعدها في تجسيد عدد من الشخصيات، منهم دورها الشهير في فيلم "جاءنا البيان التالي" وأنها من طلبت من المخرج وقتها تغيير طريقة نطق اسم شخصيتي "ميرفت" و"علاء" حتي تخرج بالشكل الذي شاهده الجمهور وأصبحت طريقة النطق هذه شائعة للغاية لما تحمله من طرافة.