تمضي إسرائيل قدمًا في خططها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، على الرغم من الضغوط الدولية، التي تأتي بعد أيام فقط من تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن تعتبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة غير متوافقة مع القانون الدولي، بحسب "دي تسايت" الألمانية.
ووافق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أمس الثلاثاء، على بناء مستوطنة جديدة في "غوش عتصيون" جنوب القدس، إلى جانب إعلانه العمل على الموافقة على المزيد من مشاريع البناء، وبناء المستوطنات في جميع أنحاء البلاد.
ثلاثة آلاف مستوطنة جديدة
كانت إسرائيل أعلنت الأسبوع الماضي بالفعل عن رغبتها في بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، رغم انتقاد الولايات المتحدة.
ويرى الفلسطينيون في بناء المستوطنات سياسة متعمدة من جانب إسرائيل لتقويض الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ويدعّم "سموتريتش" دائمًا التوسع في المستوطنات، وهو يرأس أحد الحزبين القوميين الدينيين في الائتلاف اليميني المحافظ الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويعيش هو نفسه في مستوطنة.
زيادة عدد المستوطنين
ووفقًا للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، يعيش نحو 700 ألف مستوطن في 279 مستوطنة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وفي عام 2012 كان هناك 520 ألف مستوطن، وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن واشنطن تعتبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير متوافقة مع القانون الدولي، بحسب "رويترز"
وأعاد تغيير موقف الولايات المتحدة إلى نفس وجهة نظر معظم دول العالم التي تعتبر المستوطنات المبنية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967 غير قانونية.
خيبة أمل أمريكية
وأصابت خطة بناء 3300 منزل في المستوطنات، وزير الخارجية الأمريكية بخيبة الأمل، قائلًا: "إنه خيّب آمال واشنطن، التي كانت تدفع لاستئناف الجهود من أجل حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود".
وقالت جماعة "السلام الآن الإسرائيلية" التي تراقب التوسع الاستيطاني في تقرير الشهر الماضي إن هناك زيادة غير مسبوقة في الأنشطة الاستيطانية منذ بدء حرب غزة في أكتوبر الماضي.
إضرام النيران في المنازل
وشارك المستوطنون في ما يقرب من 200 حادثة عنف جماهيري، بعد أن داهموا القرى وألقوا الحجارة وأضرموا النار في المنازل والسيارات والمتاجر والمزارع، واعتدوا جسديًا على الفلسطينيين.
وأجبر مئات الفلسطينيين على الانتقال إلى أماكن أخرى في الضفة الغربية المحتلة، بسبب عنف المستوطنين، وبتشجيع من دعم الشخصيات اليمينية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية، ومن المرجح أن يغتنم المستوطنون الفرصة، وسط استمرار أعمال العنف للحصول على أماكن أكبر في الضفة المحتلة.