الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العقوبات الغربية لم تردع المستوطنين.. استمرار الاعتداءات ضد الفلسطينيين بالضفة المحتلة

  • مشاركة :
post-title
فلسطيني يتفقد سيارته التي أحرقها المستوطنون في الضفة المحتلة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

واصل المستوطنون هجماتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، رغم العقوبات التي فرضتها عليهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وتوضح سيارة محترقة وشرفة منزل التهمتها النيران في قرية عصيرة القبلية بالضفة الغربية المحتلة، ما وصفه السكان بأنه هجوم وقع، أول أمس الاثنين، وشارك فيه ما بين 20 إلى 30 رجلا من مستوطنة قريبة.

ووصف جيش الاحتلال الحادث، بأنه "أعمال شغب" قام بها فلسطينيون ومستوطنون أطلقت خلالها القوات النار على راشقي حجارة. وأصيب فلسطينيان بأعيرة نارية. ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو اعتقالات في صفوف المستوطنين رغم اعتراف جيش الاحتلال بأن بعضهم أضرم النيران.

ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد سكان القرية، ويدعى عبد الباسط عبد الرحمن، أن الحادث بدأ عندما ألقى مستوطنون قنبلة حارقة على السيارة، وبعد أن واجههم فلسطينيون محليون، طافوا حول القرية لإلقاء قنبلة حارقة على منزل. وأردف أن مواجهات عنيفة اندلعت بين أهل القرية ومستوطنين.

وبينما تدعم دول غربية الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، زادت التدقيق على المستوطنات التي تعتبرها غير قانونية وعقبة أمام تحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني. وترفض إسرائيل ذلك، كما أنها تعارض الدعوات لإقامة دولة فلسطينية.

وقالت فرنسا، أمس الثلاثاء، إنها ستمنع 28 مستوطنا من دخول أراضيها بسبب ممارستهم العنف. وفرضت بريطانيا، أول أمس الاثنين، عقوبات على أربعة مستوطنين بسبب سلوك وصفته بأنه "تهديد للفلسطينيين بالسلاح في كثير من الأحيان وإجبارهم على ترك الأراضي التي يملكونها دون وجه حق". وأعلنت واشنطن في أول فبراير، عن تحركات مماثلة بحق أربعة مستوطنين.

وقال السفير حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في لندن، على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، إن الإجراء البريطاني طال انتظاره، لكنه خطوة محل ترحيب في الاتجاه الصحيح.

وأضاف أن جميع المستوطنات غير قانونية، ويجب معاملة المستوطنين جميعهم على هذا الأساس، ويتعين فرض عقوبات على كل منتجات المستوطنات والشركات التي تستفيد منها.

وعلى الرغم من أن القطاع المصرفي الإسرائيلي، بدا وكأنه يستجيب للعقوبات الأمريكية، فإن الحكومة اليمينية في البلاد اعترضت عليها ووصفت الغالبية العظمى من المستوطنين بأنهم ملتزمون بالقانون.

واتهم وزير الأمن الوطني الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، لندن بأنها في "ارتباك أخلاقي خطير"، قائلًا إن أحد المستوطنين الذين أدرجتهم على القائمة السوداء أصيب في أثناء قتاله كجندي في غزة.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، تصاعدت اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وفى ديسمبر الماضي، أعربت دول غربية عدة عن قلقها البالغ إزاء العدد القياسي للهجمات التي يشنها المستوطنون المتطرفون ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ووفقًا للسلطة الفلسطينية، استشهد أكثر من 380 فلسطينيًا منذ ذلك الحين على أيدي الجنود الإسرائيليين أو المستوطنين في الضفة الغربية حيث يعيش أكثر من 2,9 مليون فلسطيني.

وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في ديسمبر الماضي، مستندة لأرقام نشرها جيش الاحتلال، إنه خلال الفترة الواقعة بين 7 أكتوبر و3 ديسمبر، نفذ المستوطنون 201 هجوم على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.

وتم تصنيف 136 من هذه الحوادث على أنها "هجمات عنيفة أو رشق حجارة" ضد الفلسطينيين، وسجلت 35 حادثة استهداف للمزارعين أو الأراضي الزراعية الفلسطينية. كذلك سجلت 21 حادثة تضمنت محاولات لإشعال النار في منازل أو سيارات الفلسطينيين، أو محاولات لإلحاق أذى جسدي بهم.

ويبلغ عدد مستوطني الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألفًا يقيمون في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية. ونحو الثلث هم مستوطنون "أيديولوجيون"، ويعيش كثير منهم في عمق الضفة الغربية المحتلة، وهم يتمتعون بدعم شعبي كبير في إسرائيل، وأعدادهم مستمرة في الارتفاع.

وخلال الأشهر الستة الأولى من عمر الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، جرت الموافقة على بناء 12 ألف وحدة سكنية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية، وفقاً لمنظمة "السلام الآن" الإسرائيلية.