يتوجه الإيرانيون، بعد غد الجمعة، إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات البرلمانية، واختيار أعضاء مجلس خبراء القيادة، المسؤول عن تعيين المرشد الأعلى، وهو أعلى سلطة في البلاد.
ويحق لنحو 61 مليون إيراني من أصل 85 مليونًا التصويت، نصفهم تقريبًا من النساء. وفي هذه الانتخابات التي تُنظم في إطار جولة واحدة، سيتم فتح 59 ألف مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، خصوصًا في المدارس والمساجد.
وتوفر هذه المراكز أوراق اقتراع يجب على الناخب أن يكتب عليها اسم المرشح أو المرشّحين الذين يختارهم. ويتم التصويت لعضو واحد في جميع الدوائر الانتخابية تقريبًا، باستثناء المدن الكبرى، إذ يُطلب من الناخبين اختيار عدة مرشحين (35 عضوًا في طهران).
15200 مرشح يتنافسون على 290 مقعدًا
ويتنافس 15200 مرشح على 290 مقعدًا في البرلمان (مجلس الشورى الإسلامي) الذي يتم انتخاب أعضائه كل أربع سنوات.
كان مجلس صيانة الدستور، المكون من رجال دين وقانونيين، وافق على ترشح هذا العدد، من بين نحو 49 ألف شخص تقدموا بطلب الترشيح.
وتُشكّل النساء نحو نصف الناخبين، أي 30 مليونًا من أصل 61 مليونًا، لكنهن لا يمثلن سوى 12% من المرشحين الـ15200 للانتخابات التشريعية، وفقًا لوزارة الداخلية الإيرانية، ويضم البرلمان الحالي 16 امرأة من بين 290 نائبًا.
وتتمثل مهام البرلمان في صياغة التشريعات والتصديق على المعاهدات الدولية والموافقة على الميزانية الوطنية.
وتتمثل الأقليات الدينية التي يعترف بها الدستور، بخمسة أعضاء في البرلمان، وهم واحد للزرادشتيين وواحد لليهود وواحد للمسيحيين الآشوريين والكلدان واثنان للمسيحيين الأرمن.
"خبراء" لاختيار المرشد الأعلى
ويعد مجلس خبراء القيادة الذي يتم اختيار أعضائه في اليوم نفسه، الذي تجري فيه الانتخابات البرلمانية، هيئة خاصة بالجمهورية الإسلامية في إيران.
ويعين هذا المجلس المرشد الأعلى الذي يعد أعلى مسؤول سياسي وديني في البلاد، كما يشرف على أدائه ويملك صلاحية إقالته. لذلك، قد يختار هذا المجلس المؤلف بالكامل من رجال دين، خليفة للمرشد الإيراني علي خامنئي الذي سيبلغ من العمر 85 عامًا في أبريل المقبل.
ويتم انتخاب أعضاء هذا المجلس الـ88 بالاقتراع المباشر، لمدة ثماني سنوات. ويتنافس حاليًا 144 مرشحًا جميعهم من الرجال.
وتجري الانتخابات في ظل توتر يسود المنطقة جراء الحرب الإسرائيلية على غزة، كما تجري في ظل استياء متزايد في إيران إزاء غلاء المعيشة ونسبة تضخم تقارب 50%.
ويرى محللون أن الإيرانيين في الانتخابات البرلمانية لا يرضخون للاصطفافات السياسية والحزبية، وتكون تفضيلاتهم محلية ومناطقية، وربما قبلية وعائلية، أو ذات طابع اقتصادي.