الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ضمانات الأسلحة وعقوبات على المستوطنين.. انزعاج أمريكي من تصرفات الاحتلال

  • مشاركة :
post-title
المدمرة الأمريكية يو إس إس باتان

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تؤشر التحركات الأمريكية الأخيرة إلى انزعاج متزايد من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، إزاء تصرفات دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.

ضمانات استخدام الأسلحة

أحدث تحرك للإدارة الأمريكية، هو منح إسرائيل مهلة حتى منتصف مارس للتوقيع على مذكرة توفر ضمانات بأنها ستلتزم بالقانون الدولي في أثناء استخدام الأسلحة الأمريكية، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، حسبما صرّح ثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

وقدمت الإدارة الأمريكية دعمًا عسكريًا سخيًا إلى جيش الاحتلال، بعد بضعة أيام من شروعه في العدوان على غزة، 7 أكتوبر الماضي. وأرسلت واشنطن عدة دفعات من الدعم العسكري لجيش الاحتلال، الذي شمل عشرات الآلاف من قذائف المدفعية، والقنابل الضخمة، والقنابل الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، والطائرات المقاتلة، والصواريخ الاعتراضية لمنظومة "القبة الحديدية"، وذخائر أخرى.

وفي اليوم الثالث للعدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، وصول حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" العاملة بالطاقة النووية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، ترافقها مدمرات صواريخ موجهة.

وبعد "جيرالد فورد" أعلنت الولايات المتحدة، وصول حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور"، 4 نوفمبر الجاري، في إطار سياستها لتعزيز التمركز الإقليمي بالشرق الأوسط، التي يعتبر تواجدها في المنطقة للمرة الأولى التي تعمل فيها حاملة طائرات بمنطقة مسؤولية القيادة المركزية منذ نهاية حرب أفغانستان، عام 2021.

وبعد حاملتي الطائرات، سعت واشنطن إلى إرسال غواصة نووية من طراز "أوهايو" إلى منطقة الشرق الأوسط، وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، 5 نوفمبر، اتجاه الغواصة النووية نحو إسرائيل، لتقديم جهود الردع في المنطقة.

سحب قوة بحرية من المتوسط

لكن واشنطن تتجه الآن إلى سحب قوة بحرية لها في البحر المتوسط، في تحرك آخر يؤشر على الانزعاج الأمريكي المتزايد من تصرفات الاحتلال.

وتوقع مسؤولان دفاعيان أمريكيان أن تُخفض الولايات المتحدة قواتها بالقرب من الشرق الأوسط، إذ ستغادر قوة الرد السريع البحرية البحر الأبيض المتوسط في الأسابيع المقبلة، وتعود إلى بلادها، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

ونقلت الشبكة عن أحد المسؤولين، إنه من المتوقع أن تبدأ السفينة الحربية "يو إس إس باتان" ووحدة الاستطلاع البحرية الـ26، في الإبحار نحو الولايات المتحدة، مارس المقبل، على الرغم من أن الجدول الزمني الدقيق للمغادرة غير واضح، ولا يزال بإمكان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن تقرر إبقاء المجموعة في المنطقة إذا تدهور الوضع بسرعة.

وبحسب الشبكة الأمريكية فقد تم إرسال قوة الرد السريع إلى البحر المتوسط في بداية الحرب على غزة، بسبب قدرتها على تنفيذ عمليات برمائية وبعض العمليات الخاصة، وكذلك تدريب قوات المشاة البحرية "المارينز" أيضًا للمساعدة في عمليات الإخلاء، لكن مع اقتراب الحرب من شهرها الخامس، لم تتحقق الحاجة لإجلاء المواطنين الأمريكيين.

وأضافت "سي. إن. إن" أنه وبعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر، حافظت الولايات المتحدة على وجود حاملة طائرات أو سفينة هجومية برمائية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بهدف ردع وكلاء إيران في المنطقة مثل "حزب الله" في لبنان، عن تصعيد الوضع المضطرب بالفعل، والمخاطرة بنشوب صراع إقليمي أوسع، وفق تعبيرها.

وقالت إن "العودة المتوقعة للسفينة "يو إس إس باتان" ستعني أن الولايات المتحدة ليس لديها سفينة حربية قادرة على تشغيل طائرات مقاتلة في شرق البحر الأبيض المتوسط لأول مرة منذ أكتوبر".

وأشارت الشبكة الإعلامية إلى أن الخطوة الأمريكية هذه، تأتي في أعقاب كشف مسؤولين أمريكيين أن "وكلاء إيران في المنطقة أوقفوا هجماتهم على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، بعد تعرض القوات الأمريكية للهجوم 170 مرة، على الأقل، في أعقاب بداية حرب غزة، ولم يقع أي هجوم على القوات الأمريكية منذ أكثر من 3 أسابيع".

عقوبات على المستوطنين

ويثير عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وإصرار حكومة الاحتلال على المضي قدمًا في التوسع الاستيطاني على أراضي الفلسطينيين، انزعاج إدارة بايدن، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في وقت سابق الشهر الجاري.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، إن سياسة البيت الأبيض بوصف المستوطنات بالضفة الغربية على أنها "غير قانونية"، تأتي "ردًا على تقارير تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، تخطط لمزيد من التوسع الاستيطاني".

وكان بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي، كشف قبل بضعة أيام، عن خطط للموافقة على بناء 3000 وحدة استيطانية جديدة، معتبرًا أن خطط التوسعة جزء من "تعميق قبضتنا الأبدية على أرض إسرائيل بأكملها"، على حد زعمه.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول سابق في إدارة الرئيس جو بايدن، وصف قرار سموتريتش بـ"الشائن"، خاصّة بعد الدعم الأمريكي الكبير الذي قدمته واشنطن لحكومة الاحتلال، في أعقاب الهجوم على مستوطنات غلاف غزة، 7 أكتوبر الماضي.

وذكرت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، إن قرار توضيح موقف واشنطن بشأن المستوطنات تم بحثه وتخطيطه بالفعل كجزء من الإجراءات الأخيرة "للتعبير عن انزعاج الإدارة المتزايد من التصرفات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية المحتلة".

وكانت تلك الإجراءات الأمريكية بدأت في ديسمبر، بفرض حظر إصدار تأشيرات دخول للولايات المتحدة على المستوطنين الإسرائيليين، الذين نفذوا أعمال عنف في الضفة الغربية المحتلة، وقوضوا الأمن هناك.

وفي فبراير الحالي، أصدر بايدن أمرًا تنفيذيًا يسمح بفرض عقوبات مالية على 4 مستوطنين محددين، أعقبه بعد أسبوع مذكرة تتعلق بالأمن القومي تذكر متلقي الأسلحة الأمريكية بضرورة الامتثال للقانون الدولي.