استخدمت الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في العثور على أهداف للغارات الجوية التي استهدفت منشآت ومواقع في العراق وسوريا واليمن، خلال شهر فبراير الجاري، وفقًا لما نقلته وكالة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤولة عسكرية أمريكية.
وساعدت خوارزميات التعلم الآلي التي يمكنها تعليم نفسها كيفية التعرف على الأشياء في تحديد أكثر من 85 هدفًا للغارات الجوية الأمريكية في 2 فبراير، وفقًا لشويلر مور، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، التي تدير العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن تلك الضربات نفذتها قاذفات أمريكية وطائرات مقاتلة ضد سبع منشآت في العراق وسوريا.
وقالت "مور" في مقابلة مع "بلومبرج": "كنا نستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد الأماكن التي قد تكون هناك تهديدات فيها. ولقد أتيحت لنا بالتأكيد المزيد من الفرص للاستهداف في آخر 60 إلى 90 يومًا"، مضيفة أن الولايات المتحدة تبحث حاليًا عن "عدد هائل" من منصات إطلاق الصواريخ لدى القوات المعادية في المنطقة.
وقد اعترف الجيش الأمريكي، سابقًا، باستخدام الخوارزميات الحاسوبية لأغراض استخباراتية. لكن تعليقات مور تمثل أقوى تأكيد معروف على أن الجيش الأمريكي يستخدم التكنولوجيا لتحديد أهداف العدو التي أصيبت لاحقًا بنيران الأسلحة.
وكانت الضربات الأمريكية، التي قال البنتاجون إنها دمرت صواريخ وقذائف ومخازن للطائرات بدون طيار ومراكز عمليات للميليشيات من بين أهداف أخرى، جزءًا من رد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأمريكي في هجوم يوم 28 يناير على قاعدة لوجستية في الأردن قرب الحدود مع سوريا.
وقالت مور إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ساعدت أيضًا في تحديد منصات إطلاق الصواريخ في اليمن والسفن في البحر الأحمر، والتي قالت "سنتكوم" إنها دمرت العديد منها في ضربات صاروخية متعددة خلال شهر فبراير.
وأوضحت أن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط استخدمت خوارزميات الرؤية الحاسوبية التي يمكنها تحديد الأهداف من الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية ومصادر البيانات الأخرى، وجربتها في التدريبات خلال العام الماضي.
وأكدت أنه يتم التحقق البشري باستمرار من توصيات استهداف الذكاء الاصطناعي، وقالت إن المشغلين الأمريكيين يأخذون على محمل الجد مسؤولياتهم ومخاطر احتمال ارتكاب الذكاء الاصطناعي للأخطاء. وقالت: "لا توجد أبدًا خوارزمية تعمل فقط، وتوصل إلى نتيجة ثم تنتقل إلى الخطوة التالية، كل خطوة تتضمن الذكاء الاصطناعي تتطلب مراقبة بشرية في النهاية".