وجهت الولايات المتحدة ضربات عسكرية لأهداف في العراق وسوريا، في الساعات الأولى من اليوم السبت، ردًا على مقتل وإصابة جنود أمريكيين في هجوم على قاعدة للدعم اللوجيستي في شمال شرقي الأردن، قرب الحدود السورية، الأحد الماضي.
وفي الـ28 من يناير الماضي، نُفِذَت هجمة بطائرة مُسيّرة ضد "برج 22" وهي قاعدة للدعم اللوجستي في الأردن على الحدود مع سوريا، أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين للمرة الأولى في المنطقة، منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر، بحسب "فرانس برس".
الأسلحة المستخدمة
وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، إن الغارات الأمريكية استخدمت أكثر من 125 طلقة ذخيرة دقيقة التوجيه، مستهدفة منشآت للقيادة والسيطرة والاستخبارات، ومخازن للطائرات المُسيّرة، ومرافق لوجستية لتوريد الذخائر للجماعات المدعومة من إيران، في العراق وسوريا.
واستخدمت القوات الأمريكية طائرات حربية تشمل قاذفات بعيدة المدى تنطلق من الولايات المتحدة. ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول دفاعي أمريكي أن قاذفة القنابل "بي-1" شاركت في الضربات التي نفذتها القوات الأمريكية.
وقال مدير العمليات بهيئة الأركان المشتركة الأمريكية، دوجلاس سيمز، إن أطقم القاذفات التي أقلعت من الولايات المتحدة نجحت في تنفيذ الرحلة من دون توقف. وأضاف أن الولايات المتحدة "واثقة حقًا" من دقة ضرباتها على الأهداف، وعزا ذلك إلى "قاذفات بي-1".
وأكد سيمز أن التقييم الأولى يشير إلى أنه أُصيبت جميع الأهداف التي تم ضربها مع حدوث "انفجارات ثانوية مرتبطة بالذخيرة والمواقع اللوجستية" التي استهدفتها الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن القاذفات الأمريكية من طراز "بي 1"، التي طار بعضها عبر المحيط الأطلسي لهذه المهمة، ضربت أكثر من 85 هدفًا في العراق وسوريا، بما في ذلك المواقع التي يسيطر عليها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
المواقع المستهدفة
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان، أن الجيش الأمريكي ضرب "7 منشآت" تتألف من 85 هدفًا في العراق وسوريا، وأشار إلى أن الضربات استهدفت فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة به.
وقال "كيربي" إن ضربات جوية أمريكية استهدفت 3 منشآت في العراق و4 بسوريا، وأكد أن هذه الضربات تمت خلال نحو 30 دقيقة، مشيرًا إلى أن الرد الأمريكي بدأ ولن ينتهي، وواشنطن لا تسعى إلى حرب مع إيران.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، أن عدة انفجارات هزت مدينة دير الزور وريفها، وحدث انقطاع للتيار الكهربائي جراء القصف الأمريكي الذي طال عدة مواقع في المدينة، وفي البوكمال والميادين ومحيطهما عند الحدود السورية العراقية.
وأفاد مراسل "القاهرة الإخبارية"، بأن طيرانًا مُسيّرًا استهدف نقاطًا تابعة للقوات الرديفة للجيش السوري في بادية الميادين بريف دير الزور شرقي البلاد.
وقال إن طائرات مُسيّرة استهدفت 3 نقاط تابعة للقوات الرديفة للجيش السوري جنوب مدينة الميادين، وأضاف أن الطائرات، انطلقت من القاعدة الأمريكية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور.
وذكرت وسائل إعلام سورية، إن طيرانًا حربيًا نفذ استهدافًا لنقطة تابعة للقوات الرديفة للجيش السوري قرب عين على بريف دير الزور. وأضافت أن القصف تسبب بسقوط 10 قتلى من عناصر من مجموعات عسكرية رديفة للقوات السورية في ريف الميادين، و18 جريحًا جراء قصف جوي استهدف 12 موقعًا شرقي سوريا.
وذكرت وسائل إعلام عراقية أن القصف الأمريكي استهدف مواقع في مدن القائم وعكاشات القريبة من الحدود مع سوريا. ونشرت شبكة "سي إن إن" مقطع فيديو قالت إنه يوثق الضربات الأمريكية على مستودع للأسلحة في منطقة القائم الواقعة عند الحدود مع سوريا المُجاورة.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية" واع"، عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، تعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية إلى ضربات جوية أمريكية، فيما عدّ تلك الضربات خرقًا للسيادة العراقية.
وفي وقت سابق، ألمح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، بعد الهجوم الأحد الماضي، إلى أن "كتائب حزب الله" التي تعتبر أبرز فصيل في "المقاومة الإسلامية في العراق" تتحمّل مسؤولية الهجوم.
ومن الفصائل التي أعلنت بشكل صريح انتماءها إلى "المقاومة الإسلامية في العراق" حركة النجباء وكتائب سيد الشهداء، وتصنف واشنطن جميع هذه الفصائل "تنظيمات إرهابية".
وتطالب تلك الفصائل بمغادرة القوات الأمريكية العراق، وتتضامن مع الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتمثل أيضًا جزءًا من قوات الحشد الشعبي، وهو تحالف مجموعات عسكرية تشكل جزءًا من القوات الأمنية العراقية الرسمية.
وذكرت وكالة "أسوشتيد برس" الإخبارية الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين أن الهجوم الجوي الأمريكي استهدف عشرات المواقع في العراق وسوريا، تستخدمها الجماعات المدعومة من إيران.