لا يزال بعض حطام السفينة "Summer Love" على الشاطئ في "ستيكاتو دي كوترو" جنوب إيطاليا، والتي راح ضحيتها 94 شخصًا من المهاجرين الذين لقوا حتفهم في حادث غرقها.
ويؤكد أقارب الضحايا إنهم ما زالوا يبحثون عن الحقيقة والعدالة، بعد مرور عام على المأساة.
وتقام سلسلة من الأحداث في كوترو، وهي بلدة شاطئية صغيرة في كالابريا، لإحياء ذكرى الضحايا، بما في ذلك مظاهرة يوم الأحد وموكب بالمشاعل في الساعة الرابعة من صباح يوم الاثنين، وقت غرق السفينة، على طول الساحل في ستيكاتو دي كوترو، حيث جرفت الأمواج عشرات الجثث.
استمرار التحقيق
ولا يزال المدعون العامون في كروتوني، يواصلون التحقيق بشأن التأخير المزعوم في عمليات الإنقاذ الإيطالية بعد تنبيه السلطات. وقالت وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتكس" إنها حذرت خفر السواحل الإيطالي من وجود قارب يواجه صعوبات على بعد حوالي 45 ميلًا قبالة الساحل، لكن زوارق الدورية التي أُرسلت لاعتراضه أُعيدت إلى الميناء بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال أليداد شيري، وهو صحفي من أصل أفغاني يعيش في مدينة بولزانو بشمال إيطاليا، نيابة عن عائلات الضحايا، خلال مناقشة نظمتها إحدى المنظمات: "نحن لا نعود مثلما كنا، ليس من السهل العودة، فالجرح ينفتح من جديد.. نطالب بالحقيقة والعدالة في كارثة كان من الممكن تجنبها"، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وقال "شيري"، الذي حمل القارب الغارق ابن عمه عتيق الله خليلي، البالغ من العمر 17 عامًا، ولم يتم العثور على جثته، إنه: "كان يحلم بالعيش بحرية، وبعد مرور عام ما زلت لا أملك الشجاعة لأخبر والدته أننا لم نعثر على جثته".
وأضاف: "لو كان هناك قانون أوروبي بشأن لمّ شمل الأسر، لتوقفت مثل هذه الكوارث لقد طلبنا سياسة إعادة التوحيد، لكن كل ما نحصل عليه من الحكومة الإيطالية هو الوعود فقط دون التنفيذ".
لحظات مروعة
وكان فينسينزو لوتشيانو، وهو صياد، أول من وصل إلى مكان الحادث، في نحو الساعة 5.30 صباحًا، بعد تلقي مكالمة من زميله، وصف رؤية قارب ينكسر وسط الأمواج.
وقال لوتشيانو، الذي انتشل العديد من الجثث من البحر، لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية: "في ذلك الوقت، كان الظلام لا يزال موجودًا، ولكن عندما وصلت رأيت العديد من الجثث على الشاطئ، التي شملت الأطفال أيضًا باستخدام ضوء هاتفي، وحاولت العثور على آخرين في البحر. لم يحدث شيء مثل هذا على هذا الجزء من الساحل من قبل، وآمل أن تكون ذكرى أستطيع أن أنساها بسرعة".
وذكر لوتشيانو خلال المناقشة: "أنه منذ ذلك الحين لم يخرج إلى البحر، وما زال يزعجه أنه لم يصل مبكرًا". مضيفًا أن ما لا يستطيع نسيانه هو " طفل الذي مات بين ذراعيه".
محاولات حكومية
وبعد غرق السفينة العام الماضي، تعهدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، التي التقت ببعض الناجين، باتخاذ إجراءات صارمة ضد مهربي البشر، بما في ذلك إصدار أحكام أكثر صرامة وإعطاء حصص تفضيلية للعمال من البلدان التي تساعد في مكافحة المهربين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قضت محكمة في كروتوني على مواطن تركي يبلغ من العمر 29 عامًا، يُدعى جون أوفوك، بالسجن لمدة 20 عامًا لتورطه في غرق السفينة. وكان أحد المهربين الأربعة الذين كانوا على متن السفينة. وتوفي أحدهم ويواجه اثنان آخران المحاكمة.
انهار القارب الخشبي المكتظ بالمهاجرين في أمواج عاصفة على بعد 3 أمتار فقط من الشاطئ في 26 فبراير 2023.
وكان القارب قد غادر تركيا قبل أربعة أيام وعلى متنه نحو 180 شخصًا من عدة دول، من بينها أفغانستان وسوريا وإيران وباكستان والعراق، ممن كانوا يبحثون عن ملجأ في أوروبا.
كان هذا الحادث الأكثر دموية لسفينة مهاجرين تحدث بالقرب من الشاطئ في إيطاليا، منذ أن فقد 368 شخصًا حياتهم بعد غرق قاربهم قبالة جزيرة لامبيدوسا في أكتوبر 2013.