الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غرق قارب هجرة ببحر المانش يكشف عن أرقام كارثية للضحايا سنويًا

  • مشاركة :
post-title
زورق مطاطي يحمل مهاجرين يعبر بحر المانش - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يشهد "بحر المانش" الفاصل بين فرنسا والمملكة المتحدة موجة خطرة من عبور المهاجرين غير الشرعيين، باستخدام القوارب المطاطية الصغيرة؛ ما أدى إلى وقوع عدد من الحوادث المؤسفة، أسفرت عن خسائر في الأرواح، ومع استمرار تدفق المهاجرين يواجه المسؤولون تحديات كبيرة للتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية.

في فجر يوم السبت 12 أغسطس، غرق قارب مطاطي يحمل بين 65 و66 مهاجرًا، معظمهم من الرجال الأفغان، بينما كان يحاول الوصول إلى الساحل الإنجليزي قبالة مدينة سانجات الواقعة شمال فرنسا، وقد أدى غرق القارب إلى مقتل 6 ركاب أفغان، وفقًا لما أوضحت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

وأكدت الصحيفة أنه تم إنقاذ 60 ناجيًا من الحادث، فيما استقبلت سلطات السواحل الفرنسية 36 شخصًا في ميناء كاليه، في حين نقلت بريطانيا 22 أو 23 شخصًا إلى مدنية دوفر الواقعة في جنوب شرق إنجلترا. أما القارب المطاطي الذي عُثر عليه مثقوباً فسيتم فحصه.

التحقيقات

وبحسب ما أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، فقد أحالت النيابة العامة في "بولوني سور مير" التحقيق إلى النيابة العامة بباريس، التي بدورها أسندته إلى مكتب مكافحة الجريمة المنظمة، وقد فُتح التحقيق بتهم الإصابة والقتل غير العمد، ومساعدة الإقامة غير الشرعية والتآمر الإجرامي، للمتورطين في الجريمة.

مع استمرار تدفق آلاف المهاجرين عبر القناة سنويًا، تواجه السُلطات الفرنسية والبريطانية تحديات كبيرة لمنع هذه الهجرات غير الشرعية والخطيرة، كما يتطلب الأمر جهودًا للبحث والإنقاذ في حالات الغرق، بالإضافة لمعالجة طلبات اللجوء وتوفير المأوى للناجين.

الهجرة عبر المانش

منذ إغلاق ميناء كاليه ونفق قناة المانش أمام المهاجرين في 2018، شهد كل عام على الأقل حادث غرق مميتًا واحدًا للزوارق المطاطية الصغيرة التي يستخدمها المهاجرون لعبور المضيق، وارتفع استخدام هذه القوارب بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

ووفقًا لإحصاء وكالة فرانس برس، تجاوز عدد المهاجرين الذين عبروا قناة المانش منذ ظهور ظاهرة "القوارب الصغيرة" في عام 2018 الـ 100,000 مهاجر.

ففي 2022 وحده بلغ عدد المهاجرين 45,000 شخص، بزيادة تصل إلى 17,000 شخص مقارنة بالعام السابق، وفقًا لوزارة الداخلية البريطانية.

وسجل المركز البحري لقناة المانش وبحر الشمال 1,304 محاولة للعبور تشمل 51,786 شخصًا في عام 2022.

وضع مأساوي

وقال نوتردام دو ريسبان، قبطان زورق الإنقاذ الفرنسي، الذي ينتمي إلى الجمعية الوطنية الفرنسية للإنقاذ البحري، لوكالة فرانس برس "من الصعب التعامل مع ذلك، إنهم بشر، لن نتعود على إعادة جثث الغرقى".

وأكد القبطان الذي انتشل خمس جثث من أصل ستة غرقى في الحادث، أن المهاجرون يريدون "المضي قدمًا، وهم يحاولون فعل كل شيء، لقد بذلوا أقصى ما لديهم لن يتوقف ذلك أبدًا".

وفي باريس، أكد مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية أنه سيواصل التحقيق لمعرفة أسباب وكيفية غرق القارب وملابسات الحادث.

تكاتف دُولي

يأتي غرق قارب المهاجرين هذا، في سياق الزيادة المطردة في أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا عبر البحر الإنجليزي في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية، ويبدو أن السُلطات المعنية ماضية في التحقيق لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.