الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شكوك حول جدواها.. جولة رابعة من الضربات الأمريكية البريطانية على الحوثيين

  • مشاركة :
post-title
المقاتلة البريطانية تايفون شاركت في الضربات الأخيرة ضد الحوثيين

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا، جولة رابعة من الضربات الصاروخية المشتركة على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، وذلك رغم تحذير مسؤولين أمريكيين من فاعلية تلك الهجمات في ردع الجماعة، إلى جانب تكلفتها المرتفعة.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، أمس السبت، توجيه ضربات على 18 هدفًا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وقالت "سنتكوم"، في بيان عبر حسابها بمنصة "إكس"، إن الضربات نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية، بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا.

وطالت الضربات منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض وأخرى للصواريخ صواريخ، وأنظمة جوية لطائرات مسيرة، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات وطائرة هيلكوبتر، وفق بيان "سنتكوم".

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، في وقت متأخر أمس السبت، أن أربع طائرات مقاتلة من طراز "تايفون" تابعة لسلاح الجو الملكي، تدعمها ناقلتان من طراز "فوييجر" شاركت في الضربات الأخيرة ضد الحوثيين في اليمن.

هجمات الحوثيين

وحسب ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، تأتي هذه الجولة من الضربات، بعد اعتراف وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بأن الحوثيين نفذوا مؤخرا المزيد من الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاجون، سابرينا سينج، الخميس الماضي، إن هناك زيادة في هجمات الحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية.

وأضافت بعد ساعات من استهداف الحوثيين سفينة شحن أخرى في خليج عدن بصواريخ باليستية، الخميس الماضي: "نحن نعلم أن الحوثيين يحتفظون بترسانة كبيرة". وتابعت:" إنهم قادرون للغاية، ولديهم أسلحة متطورة، وذلك لأنهم مستمرون في الحصول عليها من إيران".

وجاءت الضربات الأخيرة، في حين أكد الحوثيون، اليوم الأحد، على وسائل التواصل الاجتماعي، أنهم استخدموا صواريخ لاستهداف ناقلة نفط أمريكية في خليج عدن، أمس السبت.

في حين قالت هيئة عمليات التجارة البريطانية إنها تلقت بلاغًا عن حادث على بعد 70 ميلًا بحريا شرقي ميناء جيبوتي، وإن السلطات تحقق حاليًا في البلاغ.

ومنذ 19 نوفمبر، ينفذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب، وذلك دعمًا لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر منذ السابع من أكتوبر.

وحسب "سي. إن. إن"، نفذ الحوثيون أكثر من 45 هجومًا على السفن التجارية والبحرية في البحر الأحمر، منذ منتصف نوفمبر.

التحالف الغربي ضد الحوثيين

وأنشأت الولايات المتحدة في ديسمبر تحالفًا بحريًا متعدد الجنسيات؛ لحماية الملاحة في البحر الأحمر، حمل اسم "حارس الازدهار"، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا الإطلاق الرسمي لمهمة مماثلة لمدة سنة قابلة للتجديد، بحسب وكالة "فرانس برس".

وفي محاولة لردع الحوثيين، تشن القوات الأمريكية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 يناير، وينفذ الجيش الأمريكي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها "تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيرات معدة للإطلاق".

وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافًا مشروعة".

وقالت "سنتكوم"، في بيان أمس السبت، أن السفينة "يو أس أس ميسون" استطاعت إسقاط صاروخ باليستي مضاد للسفن، تم إطلاقه نحو خليج عدن من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي.

ورجحت أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون كان يستهدف السفينة "أم في تورم ذور" وهي ناقلة نفط ومواد كيمائية أمريكية ترفع العلم الأمريكي.

ونهاية الأسبوع الماضي، أكد الجيش الأمريكي أن الحوثيين استخدموا للمرة الأولى منذ بدء هجماتهم غواصة مُسيّرة "مركبة تحت الماء غير مأهولة".

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال "البنتاجون" إن الضربات المستمرة ضد أهداف الحوثيين في اليمن، والتي بدأت في يناير، دمرت أكثر من 100 صاروخ ومنصة إطلاق، بما في ذلك صواريخ مضادة للسفن وطائرات بدون طيار ورادارات والمزيد.

الضربات مكلفة وغير فعالة

لكن الضربات المستمرة لم تفعل الكثير لوقف موجة هجمات الحوثيين، ويجادل البعض داخل الإدارة الأمريكية الآن بأن استخدام القوة وحده غير فعال، وفق "سي. إن. إن"، التي ذكرت إن بعض المسؤولين يشيرون إلى أنه من المكلف للغاية وغير العملي الاستمرار في إطلاق صواريخ بملايين الدولارات على الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية الرخيصة.

ويكمن جزء من التحدي في معرفة كمية الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون. ونقلت الشبكة الأمريكية عن المسؤولين، إن الولايات المتحدة ليس لديها "مقياس" حتى الآن يسمح لها بتقييم النسبة المئوية لمعدات الحوثيين التي دمروها، وليس من الواضح ما إذا كانت ستغير نهجها العسكري بشكل أكبر.

وقال أحد كبار مسؤولي البنتاجون، في إشارة إلى الحوثيين: "إنهم يواصلون مفاجأتنا.. ليس لدينا فكرة جيدة عمّا لا يزال لديهم".

ومع ذلك، لم تُظهِر الولايات المتحدة والتحالف الدولي أي علامات على التراجع، وحذروا الحوثيين من أن الضربات ستستمر إذا لم تتوقف الهجمات على الشحن الدولي.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان أمس السبت، عقب الضربات ضد الحوثيين، إن "الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ إجراءات، حسب الحاجة، للدفاع عن الأرواح وعن التدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم".