أعلنت السلطات البريطانية، نقل قنبلة غير منفجرة تعود إلى الحرب العالمية الثانية، عُثر عليها في مدينة بليموث الساحلية بجنوب إنجلترا، إلى البحر للتخلص منها بشكل آمن، في عملية تعد واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في زمن السلم، منذ الحرب العالمية الثانية.
وجاء في البيان الذي أدلت به شرطة ديفون وكورنوال، أن القنبلة التي يبلغ وزنها 500 كيلوجرام (1100 رطل)، تم العثور عليها الثلاثاء الماضي في الفناء الخلفي لمنزل بمدينة بليموث الساحلية، على الساحل الجنوبي الغربي لبريطانيا، التي كانت هدفًا للقاذفات الألمانية في يوليو 1940، وأُلقيت بأمان في البحر.
وأشار البيان إلى أن الشرطة أبلغت بأن العملية التي شارك فيها الجيش كانت ناجحة وتم إزالة القنبلة من المنطقة. كما أفادت الأنباء بأنه تم رفع الطوق الأمني وإبلاغ السكان الذين تم إجلاؤهم بأنه يمكنهم العودة إلى منازلهم، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
إجلاء السكان
ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام في البلاد، تلقى السكان تحذيرًا طارئًا لمغادرة بعض مناطق كيهام وديفونبورت قبل عملية الإخلاء. وبينما تم إجلاء أكثر من 10 آلاف ساكن، وتم إنشاء طوق بطول 300 متر حول طريق التخلص من القنبلة بشكل آمن.
وقال جوني ميرسر، عضو البرلمان المحلي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن ما يصل إلى 10 آلاف شخص تأثروا عندما تم تطويق أجزاء من المدينة بجنوب إنجلترا، لتمكين خبراء إبطال مفعول القنابل من إزالة العبوة.
وتوقفت خدمات القطارات والحافلات أثناء نقل القنبلة غير المنفجرة لمسافة 2.3 كيلومتر، حيث قامت قافلة عسكرية بنقلها عبر منطقة سكنية مكتظة بالسكان إلى ممر للعبّارة، إذ تم نقلها منه إلى البحر. ومن المتوقع أن يتم تدمير القنبلة غير المنفجرة المعنية بطريقة خاضعة للرقابة غدًا.
أيام تاريخية
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم السبت، إن قنبلة ترجع إلى الحرب العالمية الثانية أدى اكتشافها إلى واحدة من أكبر عمليات الإجلاء في تاريخ بريطانيا في وقت السلم، تم إلقاؤها في البحر.
وأشاد وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، في بيان، بأولئك الذين شاركوا في هذه العملية المعقدة وشكر جميع الأفراد.
من جهته، قال تيودور إيفانز، رئيس مجلس مدينة بليموث: "أعتقد أنه ستسجل الأيام القليلة الماضية في تاريخ بليموث"، وأضاف "إيفانز": لقد أعادت هذه القنبلة الروح الوطنية بين المواطنين في زمن الحرب، إذ اجتمع الأشخاص لدعم بعضهم، وعلى الرغم من أن الأمر كان صعبًا، إلا أننا تجاوزنه بنجاح".
وذكر "إيفانز" أنه تم تحميل القنبلة بعناية على شاحنة سارت ببطء إلى الممر حتى يمكن تحميلها على متن قارب، ثم أُخذت القنبلة بعد ذلك إلى البحر حتى يمكن تفجيرها بأمان، وفقًا لـ"CNN"
وشكر إيفانز خبراء القنابل على شجاعتهم، وعلى تعريض حياتهم على المحك أثناء قيامهم بإزالة القنبلة. وأضاف: "أود أن أشيد بالمجتمع لمساعدة فريق الطوارئ في الإخلاء ودعم جهودنا لحماية منزلهم".
كانت مدينة بليموث، موطن القواعد البحرية الرئيسية لعدة قرون، واحدة من أكثر المدن التي تعرضت للقصف الشديد في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية. وتسببت 59 غارة جوية منفصلة في مقتل 1174 مدنيًا، وفقا لمسؤولين محليين. ودمرت الغارات ما يقرب من 3800 منزل، وألحقت أضرارًا جسيمة بـ 18000 منزل آخر.