أشارت تقارير صحفية حديثة إلى أن انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة أفدييفكا الاستراتيجية كان مأساويًا ومدمرًا، إذ أسفر عن أسر ما بين 850 إلى 1000 جندي على يد القوات الروسية.
ويُنظر إلى هذه الخسارة الفادحة في الأرواح والبشر على أنها ضربة قوية للمعنويات المنخفضة منذ فترة للجيش الأوكراني، الذي يُعاني من نقص حاد في القوة البشرية. كما بيّن هذا الانسحاب ضعف التنسيق والاتصال بين وحدات الجيش المختلفة.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نقلًا عن مصادر أوكرانية وغربية لم تسمها، أن القوات الروسية ربما أسرت نحو 1000 جندي أوكراني خلال الانسحاب الفوضوي من أفدييفكا خلال عطلة نهاية الأسبوع، واصفة الانسحاب من المعقل الأوكراني السابق في دونباس بأنه "خسارة مدمرة" لكييف "يمكن أن توجه ضربة للمعنويات الضعيفة بالفعل".
وكشف القائد العسكري الأعلى المُعيّن حديثًا في أوكرانيا، الجنرال ألكسندر سيرسكي، يوم الجمعة الماضي أن قواته انسحبت من المدينة الاستراتيجية الواقعة على بعد أقل من 10 كيلومترات من ضواحي دونيتسك.
وفي اليوم التالي، أكدت وزارة الدفاع الروسية الاستيلاء على أفدييفكا، زاعمة أنها أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش الأوكراني في هذه العملية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن اثنين من أفراد الخدمة الأوكرانية -لم تذكر اسميهما- أن عدد أسرى الحرب والجنود المفقودين يتراوح بين 850 إلى 1000، وادعت الصحيفة أن مسؤولين غربيين مجهولين وصفوا هذا النطاق بأنه دقيق.
وفي حين يفترض أن المسؤولين الأمريكيين لا يعتبرون خسارة أفدييفكا ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لأوكرانيا، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن "أسر مئات الجنود، وخاصة أولئك الذين يتمتعون بخبرة في ساحة المعركة، قد يشكل مشكلة خطيرة".
وأضافت الصحيفة أن الجيش الأوكراني يعاني منذ أشهر من نقص القوة البشرية، مشيرة إلى أن الهجوم المضاد الفاشل الذي شنته كييف في الصيف جعل التجنيد صعبًا بالفعل.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أن قوات كييف فوجئت أيضًا بالسرعة الهائلة التي تقدمت بها قوات موسكو الأسبوع الماضي، فيما أثبتت محاولات وحدات النخبة الأوكرانية لإبطائها عدم فعاليتها.
ووفقًا للمقالة، قد يكون ضعف الاتصال بين الوحدات الأوكرانية المختلفة التي تستخدم أجهزة راديو مختلفة أحد العوامل في الهزيمة الأخيرة.
ويوم السبت، ادعى الجنرال ألكسندر تارنافسكي، قائد القوات الأوكرانية العاملة في المنطقة، أن الانسحاب تم وفقًا للخطة، إلا أنه أقر بأن "بعض الجنود الأوكرانيين وقعوا في الأسر"، دون تقديم أرقام.
ونفى المتحدث باسمه، ديمتري ليخوفي، التقارير التي تفيد بوجود مئات من أسرى الحرب الأوكرانيين، ووصفها بأنها معلومات مضللة.
وخلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء، قال وزير الدفاع سيرجي شويجو إن القوات الروسية استولت على أفدييفكا بأقل الخسائر، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية تركت وراءها أثناء انسحابها أعدادا كبيرة من الجنود الجرحى، فضلًا عن المعدات العسكرية.