لم تنته الحرب في قطاع غزة بالنسبة لجرحى جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين تم إخلاؤهم من أرض المعركة، حيث أصبحت شظايا العبوات الناسفة والصواريخ، جزءًا لا يتجزأ من أجسادهم، وهو الأمر الذي سبب لهم متاعب نفسية وبدنية، لن يتخلصوا منها في الوقت القريب.
وأصيب ما يقرب من 3000 من جنود الجيش الإسرائيلي، وفقًا لبيانات وزارة دفاع الاحتلال، لإصابات خطيرة وجروح مختلفة، منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، منهم ما يقرب من 900 يرقدون في المستشفيات المختلفة، أصيبوا منذ أن بدأت إسرائيل هجومها البري في أواخر أكتوبر، حيث اشتبكت قوات الاحتلال في قتال شرس مع المقاومة الفلسطينية ومن أبرزهم حماس، وقتل أكثر من 576 قتيلًا بين ضابط وجندي منذ بدء العملية البرية، بحسب الشبكة الأمريكية "بي بي إس".
شظايا عالقة
ويتعرض جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميًا، إلى وابل من الصواريخ المصنعة محليًا والعبوات الناسفة، وبحسب صحيفة إسرائيل اليوم، فإن 95% من جرحى العملية الإسرائيلية التي أطلق عليها " السيوف الحديدية"، يعانون من إصابات خطيرة، أكثرها انتشار الشظايا بكثرة في أجسادهم، والتي وفقًا لهم لها أثر كبير على حالتهم النفسية، وإمكانية استمرار علاجهم من عدمه.
وبسبب الحرب الهمجية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يزيد على أربعة أشهر، استشهد حتى الآن ما يقرب من 30 ألفًا من الفلسطينيين في القطاع المحاصر، أغلبهم من النساء والأطفال، بينما أُصيب أكثر من 70 ألفًا آخرون، بجانب تدمير هائل في البنية التحتية وأكثر من 60% من المباني في الشمال والجنوب.
حرب مختلفة
في الحروب السابقة، وفقًا لأطباء نقلت عنهم الصحيفة الإسرائيلية، لم تكن هناك تلك الكثافة في الإصابات بالشظايا بين جنود الاحتلال بهذا العدد، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي صراعًا مختلفًا تمامًا، مشيرين إلى أنهم يقومون بإزالة تلك الشظايا، إذا ارتبطت بألم كبير، وتبقى الشظايا في الجسم، لافتين إلى السبب في ذلك يعود إلى أن الصغيرة منها يمكن أن تسبب ضررًا كبيرًا عند إزالتها أكبر من ضرر الشظية نفسه.
ونزح بسبب القصف العنيف والمتواصل على مختلف أرجاء قطاع غزة قرابة 80% من السكان البالغ عددهم مليون ونصف المليون فلسطيني، في مخيمات وملاجئ بمدينة رفح الفلسطينية، المكتظة أساسًا بالسكان، إذ أصبحوا يقيمون على مساحة 20% فقط من أراضي القطاع، دون وجود خدمات أساسية أو معيشية تساعدهم على البقاء على قيد الحياة خاصة مع تعنت الاحتلال في تمرير المساعدات.
توتر عقلي
وتسببت تلك الشظايا في توتر كبير لدى الجنود المصابين، وجعلت من الصعب عليهم التغلب على الإصابة، وباتت مشكلة خطيرة من الناحية العقلية، حيث أشار الأطباء إلى أنهم في بعض الأوقات يتحدثون عن آلام مستمرة في مكان الشظية، على الرغم من استحالة وجودها، الأمر الذي تطلب، وفقًا للصحيفة، مجهودًا كبيرًا من الأطباء لإقناعهم أنها لن تتعارض مع سير حياتهم الطبيعية.
وفي السياق، تسعى إسرائيل إلى مداهمة مدينة رفح الفلسطينية منذ أيام، إذ مهدت لذلك من خلال مطالبة السكان بالإخلاء الفوري، وسط مزاعم بوجود ممرات آمنة، ومع تنفيذ مجزرتها من أجل إنقاذ اثنين من المحتجزين فقط، أكدت صحيفة الجارديان البريطانية، أن تلك العملية البرية وعدد القتلى المدنيين فيها، يسلط الضوء على المخاطر الهائلة التي تهدد حياة الفلسطينيين في حال شن هجوم إسرائيلي على رفح جنوب القطاع.