"ستكون عواقب الهجوم الروسي بالسلاح النووي المزعوم في الفضاء تحويل الآلاف من الأقمار الصناعية الوامضة في المدار إلى خردة" مخاوف عالمية بدت واضحة في تصريحات العديد من مسؤولي الدوائر الغربية، منذ الإعلان عن السلاح الروسي.
قائد القيادة الفضائية العسكرية الألمانية، اللواء مايكل تراوت، قال على هامش مؤتمر ميونخ للأمن: "إن السيناريو الأسوأ المتمثل في قيام روسيا بتفجير سلاح نووي في المدار سيكون كارثيًا"، مضيفًا "أن هناك أسئلة أكثر من الإجابات عندما يتعلق الأمر بكشف الولايات المتحدة عن أن روسيا تعمل على تطوير شكل من أشكال الأسلحة النووية المضادة للأقمار الصناعية"، وفق "بوليتيكو" الأمريكية.
أقمار صناعية خردة
بحسب قائد القيادة الفضائية العسكرية الألمانية،"ستكون عواقب الهجوم هي تحويل الآلاف من الأقمار الصناعية الوامضة التي تطن الآن عبر المدار إلى خردة، بينما تخلق حقول حطام كثيفة، ولن ينجو أحد من عمل كهذا، لا يوجد قمر صناعي، سواء كان صينيًا أو روسيًا أو أمريكيًا أو أوروبيًا، وإذا أجرى شخص ما حسابات عقلانية، فلن يستخدم أحد مثل هذا السلاح في الفضاء".
يوضح الأمر أكثر فيقول "تراوت": "رغم أن الأمر يبدو وكأنه خيال علمي، إلا أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا السلاح الفضائي هو صاروخ أرضي أو مركبة فضائية مستهدفة تعمل بالطاقة النووية قادرة على تدمير الأقمار الصناعية في المدار، لكن السيناريو الأسوأ هو وقوع انفجار نووي عشوائي في الفضاء يشع نبضات كهرومغناطيسية تحرق الأقمار الصناعية عبر مدار أرضي منخفض سيكون مدمرًا للجميع".
نهاية المشاعات في الفضاء
وقال: "إذا تجرأ شخص ما على تفجير سلاح نووي في الغلاف الجوي المرتفع أو حتى في الفضاء، فسيكون هذا إلى حدٍ ما نهاية إمكانية استخدام تلك المشاعات العالمية في الفضاء، وسيكون ذلك مخالفًا لمعاهدة الأمم المتحدة للفضاء الخارجي لعام 1967، نظرًا لأنها تحظر تركيب أسلحة الدمار الشامل في المدار".
لودفيج مولر، مدير معهد سياسة الفضاء الأوروبية، يقول إنه "إذا انطلقت روسيا في الفضاء وأسقطت الأقمار الصناعية التجارية، فتوقع ضربة اقتصادية تتراوح من الخدمات المصرفية إلى الطاقة وتكلف تريليونات الدولارات".
وذكرت شبكة "بي إن إن" الأمريكية، "أن العالم يقف على أهبة الاستعداد على شفا سباق تسلح فضائي جديد ومثير للقلق، وهو مشروع سري يهدد بتعطيل الخدمات العالمية الحيوية فحسب، بل قد يمثل أيضًا انتهاكًا صارخًا لمعاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967".
تهديد غير مرئي
وأضافت "بي إن إن"، "تحولت الهمسات إلى تحذيرات عندما اكتشفت الولايات المتحدة مناورة تقشعر لها الأبدان في الكون، حول مشروع روسيا إلى وضع سلاح نووي في الفضاء، وهي خطوة يمكن أن تتسبب في تدمير الأقمار الصناعية بشكل لا مثيل له، وهو سلاح يثير شبح نوع جديد من حرب لا تدور في ساحات القتال على الأرض ولكن في الفضاء الصامت أعلاه.
تداعيات عالمية
وفي حين أن التهديد المباشر قد يبدو بعيدًا، فإن تداعيات نشر سلاح نووي في الفضاء يمكن أن تكون عميقة، ما يؤثر على كل جانب من جوانب الحياة الحديثة من شبكات الاتصالات العالمية إلى خدمات الطوارئ وأنظمة الملاحة.
وبينما يتصارع العالم مع هذا التهديد الذي يلوح في الأفق، أصبحت أهمية المشاركة الدبلوماسية والتعاون الدولي أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. إن النشر المحتمل لسلاح نووي في الفضاء من قِبل روسيا يستدعي ردًا موحدًا ليس فقط للحفاظ على قدسية الفضاء ولكن أيضًا أمن واستقرار عالمنا المترابط، ومع أن المستقبل أصبح على المحك، يتعين على المجتمع العالمي أن يتكاتف لتجنب أزمة قد تؤدي إلى تعطيل نسيج الحضارة الحديثة، وفق "بي إن إن".
ماذا يحدث للفضاء؟
شبكة "CNN" منحت الأمر أكثر تفصيلًا، موضحة أن هذا السلاح معروف عمومًا من قِبل خبراء الفضاء العسكريين باسم النبضات الكهرومغناطيسية النووية، الذي من شأنه أن يخلق نبضًا من الطاقة الكهرومغناطيسية وطوفانًا من الجسيمات المشحونة للغاية التي من شأنها أن تمزق الفضاء لتعطيل الأقمار الصناعية الأخرى التي تحلق حول الأرض.
ولفت مسؤول أمريكي ومصادر أخرى إلى أنه من المؤكد تقريبًا أن هذا سيكون "سلاح اللحظة الأخيرة" بالنسبة لروسيا، لأنه سيلحق نفس الضرر بأي أقمار صناعية روسية موجودة أيضًا في المنطقة، وفق "CNN".