الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سي إن إن: خسائر هائلة في صفوف الجيش الروسي ثمن السيطرة على أفدييفكا

  • مشاركة :
post-title
آثار القتال فى أفدييفكا

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

دفعت روسيا ثمنًا باهظًا للسيطرة على مدينة أفدييفكا الاستراتيجية بدونيتسك شرق أوكرانيا، وفق ما ذكرت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.

وتشير التقديرات إلى أن روسيا تكبدت خسائر فادحة للوصول إلى هذه النقطة، حيث تقدر الخسائر بما يصل إلى 20 ألف قتيل وجريح، وتدمير أكثر من 1000 مركبة مدرعة منذ بداية هجومها على أفدييفكا في أكتوبر 2023.

وقالت الشبكة في تقرير لها، إن القوات الروسية خاضت معارك ضارية في أفدييفكا، وأحرزت تقدمًا ملحوظًا في المدينة الاستراتيجية، خلال الأسابيع الأخيرة، وكانت صاحبة الأفضلية في العدد والعتاد، قبل أن يأمر قائد الجيش الأوكراني الجديد ألكسندر سيرسكى، بسحب قواته من المنطقة.

وأكد اللواء إيجور كوناشينكوف، المُتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد، أنّ قوات نظام كييف هربت بشكل فوضوي من مدينة أفدييفكا، قبل يوم واحد من قرار القائد العام للقوات المُسلحة الأوكرانية، ألكسندر سيرسكي، الانسحاب من المنطقة.

وقال "كوناشينكوف"، في بيانٍ: "صدر أمر القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية ألكسندر سيرسكي، بمغادرة أفدييفكا بعد يوم واحد فقط من بدء الفرار الفوضوي للقوات الأوكرانية منها".

وأضاف: "في الوقت الحالي، يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطهير المدينة نهائيًا من المسلحين ومنع الوحدات الأوكرانية التي غادرت المدينة، واستقرت في مصنع أفدييفكا لفحم الكوك والكيماويات"، لافتًا إلى أن تحرير أفدييفكا أتاح نقل الخط الأمامي بعيدًا عن دونيتسك، وبالتالي تأمينها بشكل كبير من الضربات الأوكرانية.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سيرجي شويجو، وزير الدفاع، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسيطرة قوات مجموعة "المركز" الروسية بالكامل على مدينة أفدييفكا، بعد معارك انسحبت على إثرها القوات الأوكرانية من المدينة.

وشنّت القوات الروسية هجمات متعاقبة للسيطرة على أفدييفكا، منذ منتصف أكتوبر، وكانت جماعات موالية لموسكو سيطرت عليها لفترة وجيزة في عام 2014، عندما استولت على مساحات كبيرة من شرق أوكرانيا، لكن القوات الأوكرانية استعادتها لاحقًا.

ووجدت أوكرانيا نفسها مضطرة إلى التخلي عن المدينة التي أصبحت مدمرة إلى حد كبير، في مواجهة نقص متزايد في الموارد، وتعطل المساعدات العسكرية الأمريكية، في حين عززت روسيا قواتها بالمزيد من العناصر والذخيرة، قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب في 24 فبراير.

وقالت كييف، إن الجيش الروسي كثف هجماته على أفدييفكا، رغم خسائره البشرية الثقيلة منذ أكتوبر، وهو وضع يذكر بمعركة مدينة باخموت التي سيطرت عليها موسكو في مايو 2023، بعد عشرة أشهر من القتال الذي كلفها عشرات آلاف من القتلى والجرحى.

وتحملت أفدييفكا وطأة الضغط الهجومي المتزايد من قبل القوات الروسية في الشرق، بينما أدى تراجع المساعدات العسكرية الغربية إلى تفاقم إرهاق القوات الأوكرانية التي تقاتل، منذ ما يقرب من عامين.

وتتعرض القوات الأوكرانية لضغوط على طول خط المواجهة، مع صفوفها المنهكة والمستنزفة، إضافة إلى النقص في قذائف المدفعية، الذي تفاقم بسبب توقف حزمة تمويل أمريكية ضخمة، وفقا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، قصف الروس مدينة أفدييفكا لعدة أشهر، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق اختراقات كبيرة إلا في الأسابيع الأخيرة، حيث تمكنت مجموعات صغيرة من القوات المتقدمة من الوصول إلى المدينة نفسها.

ومع ذلك، تسبب الهجوم الروسي على أفدييفكا، في خسائر بشرية فادحة للروس، وفق ما ذكرت "سي إن إن"، مشيرة إلى أنه في ديسمبر، قدر مسؤولون أمريكيون أن الجيش الروسي تكبد أكثر من 13 ألف ضحية على طول محور أفدييفكا-نوفوبافليفكا في غضون أسابيع قليلة.

وفي نوفمبر الماضي، قالت المخابرات العسكرية البريطانية، إن القتال في أفدييفكا ساهم في "سقوط أعلى معدلات الضحايا الروس في الحرب حتى الآن". وفى الشهر ذاته، قال قائد كتيبة أوكرانية تابعة للواء الـ47: إن "كل الساحات قرب أفدييفكا مليئة بالجثث من القوات الروسية".

وأوضحت الشبكة أن الروس بدأوا الهجوم على أفدييفكا بالدروع الثقيلة لكنهم تكبدوا خسائر فادحة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية الدقيقة. وفي الآونة الأخيرة، غيروا تكتيكاتهم، وأرسلوا العشرات من الفرق الصغيرة من المشاة إلى المدينة للقتال في أماكن قريبة.

وقال ماكسيم زورين، نائب قائد اللواء الهجومي الثالث في أوكرانيا، الجمعة الماضي، إن "الروس أرسلوا لأفدييفكا سبعة ألوية، يبلغ مجموعها نحو 15 ألف مقاتل".

وتبقى السيطرة على أفدييفكا خطوة أساسية في هدف روسيا المتمثل في تأمين السيطرة الكاملة على الإقليمين اللذين يشكلان منطقة دونباس الصناعية، دونيتسك ولوهانسك، وقد تمنح الرئيس فلاديمير بوتين نصرًا ميدانيًا بينما يسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل.

ويأمل الأوكرانيون أن يؤدي انسحابهم إلى مواقع أكثر استعدادًا للدفاع عنها، إلى وقف التقدم الروسي، إذ من المرجح أن يتكبدوا خسائر كبيرة إذا قرروا مهاجمة هذه المواقع الأوكرانية بشكل مباشر عبر الحقول المفتوحة، وفق تحليل معهد دراسات الحرب، للانسحاب الأوكراني من أفدييفكا.

ولفتت "سي. إن. إن" إلى وجود أوجه تشابه عسكرية في أفدييفكا مع خسارة باخموت العام الماضي، عندما تمسك الأوكرانيون بأجزاء من المدينة لإلحاق أكبر عدد ممكن من الضحايا بالوحدات المهاجمة الروسية.

وقال ميكولا بيليسكوف من المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث رسمي في كييف، إن السيطرة على أفدييفكا "لن يقلب الوضع بشكل حاسم لصالح موسكو، ولكنه سيجعل الوضع أكثر قابلية للاستمرار بالنسبة لدونيتسك كمركز لوجستي روسي رئيسي".