يقرر رجل، قضى 4 سنوات من عمره في السجن، بعد خروجه، الابتعاد عن العالم الخارجي، فيأخذ ابنه ويذهب به إلى الجبال، حالمًا بعالم مغاير، هذه هي قصة الفيلم التونسي "وراء الجبل" للمخرج محمد بن عطية، الذي شارك في الدورة الثالثة عشر من مهرجان "الأقصر للسينما الإفريقية" وحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة "قناع توت عنخ أمون الفضي".
الفيلم الذي شارك في بطولته كل من مجد مستورة، حلمي الدريدي، نال إعجاب الحاضرين في الأقصر للسينما الإفريقية، وحصد ردود فعل قوية خلال عرضه الأول هناك، وهذه هي النتيجة التي بحث عنها المخرج محمد بن عطية منذ مشاركته في المهرجان، حيث يقول في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "مثّل عرض الفيلم في مهرجان الأقصر فرصة رائعة ليشاهده الجمهور المصري، والحقيقة أن ردود فعل الجمهور على العمل أبهرتنا، كما أن منافستنا بين الأفلام القوية الموجودة في المهرجان وفوزنا بجائزة لجنة التحكيم أمر أسعدنا للغاية".
وأضاف: "شارك الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية منها الدورة الـ80 لمهرجان فينيسيا السينمائي، ومهرجان بوسان السينمائي الدولي بكوريا، والحقيقة أننا وجدنا ردود فعل من الجمهور الغربي رائعة، لكن كان يهمنا في الوقت نفسه أن يراه جمهور عربي ونحصد منهم خلفية على العمل، وما لمسناه في الأقصر رائع ومختلف، كما أن الجمهور التونسي استقبل الفيلم بحفاوة كبيرة".
يؤكد "بن عطية" أنه يحب أن يستوحي أعماله من الواقع التونسي، إذ يقول: "القصص الإنسانية هى مبتغاى، فأنا أعشق أرصد تفاصيل الحياة اليومية، ودائمًا تعطينا الحافز للكتابة والتعبير عما نعيشة، وهذه القصص تلمس الناس في أي مكان سواء في المجتمعات العربية أو الغربية".
اعتمد فيلم "وراء الجبل" على المؤثرات البصرية وحول ذلك يقول "بن عطية": "قررت الاستعانة بخبراء في المؤثرات البصرية سواء في تونس أو خارجها لخروج العمل بأفضل صورة، ولهذا استغرق منا الفيلم عامين، كما أن تصويره لم يكن سهلًا، خصوصا أن هناك أماكن في الجبال كان يتساقط بها الثلج باستمرار وهو ما عطلنا لنجد الوقت المناسب".
نوّه "بن عطية" إلى أنه من بداية وجود العمل كفكرة استقر على الفنان "مجد مستورة" حيث يقول: "تبادلنا سويا الأفكار وعمل معي على المشروع لذلك هو شريك نجاح واختياري له منذ البداية".
وحول أعماله المقبلة يقول: "لدينا مجموعة من المشروعات نعمل عليها حاليا، ونحاول البحث لها عن دعم لتخرج إلى النور، وقريبًا سأعلن عن عمل جديد".