الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الموز مقابل السلاح.. إخماد حرب تجارية بين روسيا والإكوادور

  • مشاركة :
post-title
موز الإكوادور في الأسواق الروسية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

فجأةً، هدأت حرب تجارية بين روسيا والإكوادور كادت أن تشتعل بين الدولتين، إذ قررت موسكو رفع الحظر الجزئي المفروض على واردات الموز الإكوادوري، بينما تراجعت كيتو عن قرار إرسال المعدات العسكرية الروسية إلى واشنطن، في ما يشبه "صفقة الموز مقابل السلاح".

تفاوض كيتو مع واشنطن

القصة بدأت بتفاوض كيتو مع واشنطن على تبادل عسكري قد تكون تداعياته محسوسة على الجبهة الأوروبية، ومن خلال هذا التفاوض تحصل الإكوادور، التي دمرتها الجريمة المنظمة على معدات تعتبرها حديثة بقيمة 200 مليون دولار مقابل إرسال أسلحة روسية إلى واشنطن تتناسب مع معايير الجيش الأوكراني.

بعد الإعلان عن التفاوض الأمريكي الإكوادوري، أعلنت "هيئة مراقبة سلامة الغذاء" الروسية، في وقت سابق من هذا الشهر، أنها علقت تراخيص خمسة مصدرين للموز في الإكوادور بسبب اكتشاف آفات، ثم انضم 13 مُصدِّرًا آخرين إلى الحظر، حسبما صرح مستوردون للخدمة الروسية لصحيفة "موسكو تايمز".

نقص في الموز

وفي الوقت نفسه، توقع البنك الزراعي الروسي المملوك للدولة حدوث نقص في الموز على مستوى البلاد في وقت مبكر من شهر مارس، بسبب حظر الاستيراد.

القرار الروسي جاء في أعقاب إعلان الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا في 10 يناير، أنه قبل عرضًا أمريكيًا لاستبدال المعدات التي تعود إلى الحقبة السوفييتية بأسلحة حديثة، في صفقة بقيمة 200 مليون دولار.

وقالت واشنطن إنها تعتزم إرسال المعدات العسكرية الإكوادورية، التي وصفها نوبوا بأنها "خردة"، إلى أوكرانيا للمساعدة في دفاعها ضد الهجوم الروسي المستمر منذ عامين تقريبًا، وفق صحيفة "موسكو تايمز".

توقع البنك الزراعي الروسي نقصا في الموز على مستوى البلاد
قرار انتقامي

الكرملين بدأ في ما يشبه حربًا تجارية مع الإكوادور بسبب خططها لمبادلة أسلحتها السوفييتية الأصل بمعدات أمريكية حديثة، فيما تشتبه موسكو في أن أسلحة كيتو ذات الأصل الروسي والأوكراني والتي تشكل جزءًا كبيرًا من ترسانات جيوش أمريكا اللاتينية، سيتم نقلها لاحقًا إلى كييف من أجل المجهود الحربي ضد روسيا.

لكن موسكو قررت إجراءً انتقاميًا بفرض حظر جزئي على واردات الموز الإكوادوري، ثم أعلنت عن وصول "الدفعة الأولى من الموز المرسلة من الهند إلى روسيا"، في نفس الوقت الذي هددت فيه بتقييد استيراد القرنفل أيضًا قبل عيد الحب، وفق صحيفة "إلبايس" الإسبانية.

ويشكل الحظر الروسي للموز ضربة خطيرة للتجارة الإكوادورية، ووفقًا للبنك المركزي في الإكوادور، استحوذت موسكو على خُمس صادرات الموز العام الماضي، وتشير تقديرات BCE إلى أن دخل كيتو من تجارة الفاكهة بلغ 689 مليون دولار بين يناير ونوفمبر 2023.

تحذير للإكوادور

وقال السفير الروسي لدى الإكوادور، فلاديمير سبرينشان، في 11 يناير الماضي: "لقد أبلغنا السلطات الإكوادورية بموقف روسيا.. فالأمريكيون لا يحتاجون إلى هذه المعدات، خاصة أنها خردة معدنية، لكن يحتاجها أولئك الذين يعرفون كيفية التعامل مع المعدات الروسية الصنع، لقد حذرنا السلطات من أن هذه ستكون خطوة غير ودية".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "شركاؤنا يدركون جيدًا أحكام العقود، التي تتضمن الالتزام باستخدام المعدات الموردة للأغراض المذكورة وعدم نقلها إلى طرف ثالث دون الحصول على الموافقة ذات الصلة من الجانب الروسي". وردّت قائلة إن القرار اتخذ في كيتو بسبب "ضغوط شديدة من أصحاب المصلحة الخارجيين".

تراجع أخمد الحرب

وزارة الخارجية الإكوادورية أعلنت الجمعة الماضي أنه من المقرر أن يتوجه وفد إكوادوري إلى روسيا، لمعالجة التحديات المتعلقة بصادرات الموز، ومعالجة قضايا الصحة النباتية التي تم الإبلاغ عنها قبل ستة أشهر، والتي أثرت على تدفق تجارة الموز إلى روسيا.

وفي نفس اليوم، أعلن رئيس هيئة مراقبة سلامة الغذاء الروسية "روسيلخوزنادزور" رفعًا جزئيًا لحظر واردات الموز من الإكوادور، لتنتهي الأزمة قبل أن تبدأ.