الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الإكوادور تواجه شبحا هوليوديا.. طوارئ قصوى و"فيتو" هارب والجيش يتدخل

  • مشاركة :
post-title
فيتو خلال القبض عليه قبل أن يهرب لاحقا

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

"شخص مرعب" أو هكذا أطلقوا عليه في دولة الإكوادور، فكيف لا وهو شخص اختفى فجأة من السجون شديدة الحراسة التي أودعتها الدولة القابعة في قارة أمريكا الجنوبية فيما يشبه عملية هروب هوليوودية، لكن ذلك لا يهم، بل إن تحول دولة كاملة إلى حالة الطوارئ والتلويح بتدخل الجيش بعد هروب ذلك الرجل يمكن أن يرسم صورة خاصة عن خطورة الأمر.. فما القصة؟

فجأة وفي ظرف ساعات قلائل، وجدت الإكوادور نفسها في حالة تأهب قصوى بعد أن أعلن الرئيس الإكوادوري "دانييل نوبوا" حالة طوارئ قصوى تشمل جميع أنحاء البلاد بعد هروب "خوسيه أدولفو ماسياس"، زعيم أخطر عصابة إجرامية في البلاد، من سجنه وحصول أعمال شغب وعصيان في عدد من السجون أول أمس الأحد.

سجناء على سطح سجن توري الذي هرب منه "فيتو"
حظر تجول

حالة الطوارئ أرفقت مع فرض حظر تجول ليلي من الساعة 23.00 وحتى الساعة 05.00 بالتوقيت المحلي، فيما تجيز حالة الطوارئ للحكومة الاستعانة بالجيش لحفظ النظام العام في سائر أنحاء البلاد، بما في ذلك داخل السجون، وفق "سي إن إن الإسبانية".

وبدأت تقارير عن وجود اضطرابات كبيرة اتسمت بأعمال شغب وعصيان، تصدر من العديد من المؤسسات العقابية في جميع أنحاء البلاد، ما رسم صورة قاتمة للمشهد الأمني ​​السائد، بعد أن أكد مكتب المدعي العام وحكومة الإكوادور هروب "أدولفو ماسياس"، الملقب بـ "فيتو"، من سجن غواياكيل الإقليمي، وانتشر أكثر من 3000 فرد من الشرطة والقوات المسلحة للعثور عليه، بحسب الحكومة، وفق ما نقلت "CNN بالإسبانية".

وفي أعقاب فرض حالة الطوارئ، تعرضت الشرطة لعدة هجمات في مقاطعة إزميرالدا (الشمال الغربي)، التي تسيطر عليها العصابات، وقالت مصادر شرطية إن عناصر العصابات ألقوا عبوة ناسفة بالقرب من مركز للشرطة، وأحرقوا سيارتين، دون وقوع أي إصابات. وفي هجوم آخر، انفجرت سيارة جنوب مدينة كيتو، وآلية أخرى تحت جسر للمشاة.

مشهد من مشاهد خطف ضباط الشرطة في الإكوادور
خطف 4 ضباط شرطة

وذكرت مؤسسة الشرطة أن أربعة ضباط شرطة على الأقل اختطفوا في الإكوادور وسط حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس دانييل نوبوا يوم الاثنين، عقب هروب زعيم عصابة المخدرات الرئيسية الذي كان محتجزا في سجن في غواياكيل، وفق صحيفة "ذي إيكونوميست" اللندينة.

و"اختطف ثلاثة ضباط شرطة أثناء تأدية وظيفتهم في الخدمة، فيما اختطف ضابط رابع يرتدي الزي الرسمي في كيتو، حيث قام ثلاثة أفراد يقودون مركبة مظللة بدون لوحات بخطفهم، حسبما أفادت الشرطة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "X".

فيتو خلال إيداعه في السجن قبل الهروب
من هو "فيتو"؟

"فيتو" هو زعيم عصابة "لوس تشونيروس"، إحدى أكثر العصابات المرعبة التي تعمل في الإكوادور، التي تتنازع مع مجموعات إجرامية أخرى للسيطرة على تجارة المخدرات، وهي عصابة ظهرت في أواخر التسعينيات في مدينة تشوني الساحلية بمقاطعة مانابي، وأصبحت الأكبر في الإكوادور، وفقًا لمركز أبحاث إنسايت كرايم حول الجريمة المنظمة في القارة الأمريكية.

هذه العصابة تم ربطها بعصابة "سينالوا" المكسيكية وجبهة "أوليفر سينستيرا" الكولومبية، وهي مكرسة مع كلتا المنظمتين لتهريب المخدرات عن طريق البحر إلى المكسيك والولايات المتحدة، كا تخصص في التهريب والابتزاز والقتل بموجب عقود، وتوجد في العديد من المدن والسجون في الإكوادور.

وتشير العديد من التقارير إلى أن "لوس تشونيروس" استغلت بشكل أساسي طريق المخدرات غير المشروعة في المحيط الهادئ، الذي يمر عبر الإكوادور، حيث يعبر من خلاله 74% من الكوكايين الذي يصل إلى أمريكا الوسطى والشمالية، وفقًا لشبكة الصحفيين الاستقصائيين المستقلة المعنية بالجريمة المنظمة والفساد.

ومنذ عام 2011، عندما تم سجن العديد من قادتهم، تطورت عصابة "لوس تشونيروس" وأصبحت عصابة ذات حضور قوي في نظام السجون في الإكوادور، وفي السنوات الأخيرة، اشتبكت بشدة مع منافسيها الرئيسيين، لوس لوبوس، وغيرها من العصابات الصغيرة في سجون البلاد وفي الشوارع، وفقًا لـ Insight Crime.

المرشح الرئاسي فيلافيسينسيو قبل اغتياله
"فيتو" متهم باغتيال مرشح رئاسي

نعود إلى هروب "فيتو" الذي لم تذكر أي من السلطات حتى الآن متى اختفى من السجن، فيما قال مسؤولون إكوادوريون إن زعيم إحدى أقوى العصابات الإجرامية في البلاد متهم بتهديد أحد أقوى مرشحي الرئاسي الذي اغتيل لاحقا، والذي تم نقله إلى السجن رقم 8 في غواياكيل (جنوب غرب البلاد) فجرا وسط تأمين من 4 آلاف رجل أمن، وهو أحد أكثر السجون الشديدة الحراسة وهو جزء من مجمع سجون.

وتصدر اسم "الفيتو" عناوين الصحف في الإكوادور منذ اغتيال المرشح الرئاسي الوسطي فرناندو فيلافيسينسيو (59 عامًا) قبل أشهر، بعد أن قُتل "فيلافيسينسيو"، الذي يحتل المرتبة الثانية بحسب استطلاعات الرأي بين المرشحين للانتخابات، بالرصاص في نهاية اجتماع انتخابي مساء الأربعاء، وقبل وفاته، أعلن أنه وفريق حملته تلقوا تهديدات بالقتل من "فيتو" المحكوم عليه بالسجن 34 عامًا بتهم القتل وتهريب المخدرات.