ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن رجل الأعمال الليبرالي جورج سوروس اشترى حصة كبيرة في ثاني أكبر شركة إذاعية بالولايات المتحدة، ويمكن أن يحصل على "سيطرة فعالة" على أكثر من 220 محطة في جميع أنحاء البلاد،
وذكرت الصحيفة نقلًا عن مستندات المحكمة أن شركة" Soros Fund" اشترت نحو 400 مليون دولار من الديون المستحقة على مجموعة "أودراسي" الإعلامية خلال عملية الإفلاس.
وتابع التقرير أن الملياردير اشترى الدين بسعر 50 سنتًا تقريبًا على الدولار، مشيرًا إلى أنه بمجرد موافقة محكمة الإفلاس على الصفقة، سيمتلك سوروس نحو 40٪ من إجمالي ديون المجوعة.
في حين أن 40% لا تمثل حصة أغلبية، إلا إن مصدرًا قال لصحيفة نيويورك بوست إن سوروس قد يكتسب مع ذلك "سيطرة فعالة على عملاق الإعلام عندما يخرج من الإفلاس".
تمتلك مجموعة أودراسي 227 محطة إذاعية موسيقية ورياضية وإخبارية في 45 ولاية أمريكية. وتمتلك الشركة أيضًا راديو CBS، الذي يدير 11 محطة إخبارية بما في ذلك KCBS في سان فرانسيسكو وWCBS في نيويورك.
وبعد سنوات من انخفاض الإيرادات، أعلنت الشركة إفلاسها في أوائل الشهر الماضي بديون بلغت 1.9 مليار دولار.
وفي حالة المضي قدمًا في الصفقة كما ورد، ستكون أودراسي أحدث إضافة إلى إمبراطورية سوروس الإعلامية المتنامية، كما انضمت شركة Soros Fund إلى مجموعة من الدائنين لشراء "فايس ميديا" في الصيف الماضي، ودفعت 350 مليون دولار للاستحواذ على عملاق إعلامي سابق بقيمة 5.7 مليار دولار.
صفقة مخيفة
ووصف "مصدر داخلي"، نقلت عنه صحيفة نيويورك بوست، صفقة أودراسي بأنها "مخيفة"، قائلًا إنه يعتقد أن سوروس يعتزم استخدام حصته للتأثير على الرأي العام قبل الانتخابات الرئاسية هذا العام.
وحذر تقرير صادر عن مركز أبحاث الإعلام العام الماضي من أن سوروس لديه القدرة على "تشكيل الرأي العام في كل قارة تقريبًا"، إذ بنى سورس مع 253 منظمة إعلامية وناشطة عالمية بفضل "جهوده التي تقدر بملايين الدولارات" لتمويلها، مما جعله أقرب إلى هدفه الذي أعلنه بنفسه وهو أن "يصبح ضمير العالم".
وحذر هذا التقرير نفسه من الخطر الذي يشكله تأثير سوروس وأتباعه على "الحرية والقيم".
يعد سوروس من بين أغنى الرجال على وجه الأرض، إذ تقدر ثروته الصافية بنحو 7 مليارات دولار، بحسب ما أشار صندوق HG Vora. هذا بالإضافة إلى 32 مليار دولار تبرع بها لشبكة من المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية والحملات السياسية من خلال مؤسسات "أوين سوسايتي" التابعة له.
سوروس هو من دعاة الهجرة الجماعية إلى الدول الغربية، والفيدرالية الأوروبية، والليبرالية الاقتصادية والسياسية، وكان أكبر مانح لموسم الانتخابات التجديد النصفي الأمريكية لعام 2022، إذ حوّل 128 مليون دولار إلى المرشحين والمنظمات الديمقراطية.
بالإضافة إلى التبرعات المباشرة للمرشحين والمجموعات الناشطة، ورد أن سوروس قدم 300 ألف دولار لمجموعة من مؤثري "تيك توك" الذين تعاونوا مع البيت الأبيض للترويج لسياسات الرئيس جو بايدن.
وأعلنت مؤسسات "أوبن سوسايتي" العام الماضي أن سوروس، البالغ من العمر 93 عامًا، سيتنحى عن قيادة المنظمة، ويسلم السيطرة إلى ابنه أليكس البالغ من العمر 38 عامًا.