بعد مرور ما يقرب من 500 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، منذ أن درات رحاها في الرابع والعشرين من فبراير العام الماضي، ويسعى كل معسكر لتحقيق أكبر المكاسب، على أرض الميدان، بالإضافة إلى الظفر بغنائم المعركة، وهو ما يفعله في الوقت الحالي الجيش الروسي، الذي يرغب في استخدام الأسلحة الغربية التي تم الاستيلاء عليها.
وعرض الجيش الروسي مرارًا وتكرارًا بفخر على منصات التواصل الأسلحة الثقيلة التي تم الاستيلاء عليها من الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، سواء الدبابات، والأنظمة المُضادة للطائرات، والصواريخ، بحسب مجلة "دير شبيجل".
تقليد الأسلحة
ويرغب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في استخدام الأسلحة التي تم الاستيلاء، وتحليلها، وربما تقليدها من أجل تحسين أنظمة موسكو القتالية، بعد أن صرح للتلفزيون الحكومي قائلًا: "إذا كان هناك شيء يُمكننا استخدامه، فلماذا لا؟".
وينطلق مبدأ الرئيس الروسي، من أن الغرب ينتج أسلحة حديثة يمكن دراستها، في الوقت الذي وصف فيه مرة أخرى الهجوم المضاد الأوكراني لتحرير الأراضي المحتلة في شرق وجنوب البلاد بأنه غير ناجح.
معرض كييف
ويشهد البرلمان الروسي، مقترحات بضرورة تنظيم معرض كبير لغنائم الحرب، كما تعرض أوكرانيا الأسلحة الروسية التي تم الاستيلاء عليها في وسط العاصمة كييف.
وخلال الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد، قيل إن أوكرانيا فقدت خُمس الأسلحة المستخدمة، بالإضافة إلى اعتزام موسكو استخدام القنابل العنقودية في أوكرانيا إذا استخدمتها أوكرانيا، بحسب موقع "تي - أونلاين".
ومن بين الأسلحة التي تم تدميرها المعدات التي تم إحضارها إلى أوكرانيا من الدول الغربية، وفقًا لتقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، والتي ذكرت ما قاله جنود أوكرانيون بأن القوات الروسية دمرت عدة ناقلات جند مدرعة أمريكية من طراز برادلي.
دعم جديد لأوكرانيا
وعلى صعيد المساعدات التي تتلقاها أوكرانيا أعلنت كوريا الجنوبية، على لسان رئيسها الحالي، يون سوك يول، أن بلاده ستزيد دعمها لأوكرانيا.
ومن المُتوقع تسليم إمدادات إنسانية بقيمة 150 مليون دولار (133 مليون يورو) هذا العام، بزيادة 50 مليون دولار عن العام الماضي.
وستوسع كوريا الجنوبية نطاق تسليم المعدات العسكرية من العام الماضي، عندما قدمنا مواد مثل الخوذات والسترات الواقية من الرصاص.
تُعد كوريا الجنوبية تاسع أكبر مُصدر للأسلحة في العالم، وهي منتج رئيسي للمعدات العسكرية المتوافقة مع الناتو، مثل دبابات القتال الرئيسية ومدافع الهاوتزر وذخيرة المدفعية التي تحتاجها كييف بشدة.
قتلى الحرب الروسية الأوكرانية
وقُتل ما لا يقل عن 47 ألف جندي روسي في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وفقًا لحسابات وسائل الإعلام الروسية المُستقلة، ويقدر تحليل البيانات أن نحو 22000 جندي ماتوا بحلول نهاية عام 2022، و25000 جندي آخر من بداية عام 2023 حتى نهاية مايو.
ويُعد العدد المعلن بـ 47000 حالة وفاة هو أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الضحايا السوفييت في الحرب الأفغانية (1979-1989) وتسعة أضعاف ضحايا الحرب على الجانب الروسي في الحرب الشيشانية الأولى (1994-1996).
ولا توجد إحصاءات رسمية عن عدد الضحايا الروس، في الآونة الأخيرة، إذ اكتفت وزارة الدفاع الروسية بإعلان مقتل 5937 من جنودها في نهاية سبتمبر 2022، والتي وصفتها وسائل الإعلام بأنها أقل من الحقيقة.
أما الجيش الأوكراني فيتبنى وجهة نظر مغايرة بإعلانه مقتل أكثر من 230 ألف جندي روسي، بينما بلغت تقديرات المخابرات الغربية مقتل ما لا يقل عن 100 ألف جندي روسي.
أما ضحايا الجنود الأوكران، فوصفها الرئيس الروسي بما لا يقل عن 61 ألف جندي أوكراني، وهو أكثر بكثير من تقرير البنتاجون الأمريكي الذي قدر عدد قتلى الجيش الأوكراني من 15500 إلى 17500، والجرحى ما بين 109 آلاف، إلى 113 ألفًا.
أما عن عدد الضحايا المدنيين، فهو أيضًا غير واضح، ولكن تُشير بيانات مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلى أنه اعتبارًا من أوائل أبريل 2023، كان هناك نحو 8000 حالة وفاة مدنية في أوكرانيا، من بينهم نحو 500 طفل، وإصابة 13 ألف مدني.