يعمل عدد من المشرعين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي من وراء الكواليس على تجهيز خطة بديلة، لمساعدة حليف الولايات المتحدة المحاصر أمام الآلة الروسية، وسط تضاؤل إمدادات الأسلحة، عقب رفض زعماء الحزب الجمهوري لإجراء تصويت عليها.
وأقر مجلس الشيوخ حزمة مساعدات خارجية هذا الأسبوع تتضمن تقديم المساعدة لأوكرانيا وإسرائيل وحلفاء آخرين في الخارج، لكن مايك جونسون، رئيس مجلس النواب- جمهوري من لوس أنجلوس - أسقطها سريعًا، زاعمًا أن الكونجرس لا ينبغي أن يعالج المشكلات الدولية دون معالجة الأزمة في الولايات المتحدة أيضًا، في إشارة إلى الحدود مع المكسيك.
حملة ضغط
ارتبط موقف جونسون بشكل مباشر مع الرئيس السابق ترامب، والعديد من المحافظين في مؤتمر الحزب الجمهوري، لكن ليس الغالبية العظمى من المشرعين في مجلس النواب، الذين يحذرون من تهديد وجودي للديمقراطية الأوروبية، والأمن القومي الأمريكي، إذا فازت روسيا، وبحسب ذا هيل الأمريكية، فإن الديمقراطيين كانوا أكثر صراحة في تحذيرهم بأن تقاعس الكونجرس، هو هدية لخصوم أمريكا.
ومن وراء الكواليس، كشفت الصحيفة أن المشرعين من كلا الحزبين يسعون إلى إيجاد نهج بديل لإيصال جولة أخرى من المساعدات لأوكرانيا إلى مكتب الرئيس بايدن في أسرع وقت ممكن، حتى لو كان ذلك يعني تجاوز جونسون، واصفين إياها بأنها تعتبر حملة ضغط عامة تهدف إلى إجبار جونسون على إعادة النظر في معارضته وتقديم مشروع قانون مجلس الشيوخ بسرعة إلى البرلمان.
التكتيك الواعد
نقلت الصحيفة الأمريكية، عن النائب جريجوري ميكس - أحد كبار الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب - أن التكتيك الواعد في القائمة القصيرة من الخيارات هو التماس الإقالة، وهي آلية إجرائية غامضة، تمكن 218 مشرعًا من تمرير مشاريع القوانين التي يرفض رئيس مجلس النواب النظر فيها، التي نادرًا ما تنجح كونها تتطلب من أعضاء حزب الأغلبية أن يخالفوا قيادتهم.
وكشف المسؤول الديمقراطي، أنه بالفعل تحدث مع الجمهوريين بشأن التوقيع على العريضة، متوقعًا أن يكون هذا هو الطريق الأكثر جدوى للحصول على مساعدات لأوكرانيا، بالنظر إلى معارضة جونسون الراسخة، مشيرًا إلى أن هذه هي الطريقة للقيام بشيء مشترك بين الحزبين من أجل الأمن القومي لبلادنا، والوقوف إلى جانب حلفائنا، الذين يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل.
عريضة جاهزة
ويمتلك الديمقراطيون بالفعل، بحسب الصحيفة الأمريكية، عريضة وصفتها بـ"الناضجة"، فيها 213 توقيعًا من الديمقراطيين، ومع وصول سوزي إلى مقعد سانتوس، أضيف توقيع جديد، إذ جهز الديمقراطيون تلك العريضة دون استخدامها في أزمة حدود الديون العام الماضي.
ومن المرجح أن يقوم عدد قليل من التقدميين الديمقراطيين بإزالة أسمائهم من الالتماس، للاحتجاج على المساعدات العسكرية لإسرائيل، دون شروط حول كيفية استخدامها، وهو بند رئيسي آخر في مشروع قانون مجلس الشيوخ، ما يعني أن هناك حاجة إلى المزيد من الجمهوريين للتوقيع، وهو الأمر الذي وصفته الصحيفة بالصعب، لأن تأييد "عريضة التسريح" في الكابيتول هيل يرقى إلى ما يشبه إهانة عنيفة لقيادتك.
في الوقت نفسه لم يستبعد الديمقراطيون، الذين نقلت عنهم الصحيفة، إمكان نجاح التسريح، لافتين إلى أن هناك 100 جمهوري يريدون التصويت لصالح المساعدات، لكنهم يحتاجون فقط إلى الإيماءة، ما يدعوهم للتواصل معهم والعمل كفريق واحد.