تنطلق اليوم الجمعة، أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي، حيث يأمل المسؤولون الدوليون المشاركون، أن تؤدي جولة الاجتماعات في المؤتمر الأمني، إلى ممارسة ضغوط هائلة على دولة الاحتلال الإسرائيلي، حتى لا تمضي قدمًا في شن هجوم بري على رفح الفلسطينية.
ويشارك في المؤتمر، الذي تستمر أعماله على مدار 3 أيام، حوالي 50 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 100 وزير، إلى جانب رؤساء العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المهمة، حسب المنظمين.
ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر رؤساء حكومات لبنان وقطر والعراق والكويت، بالإضافة إلى وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والأردن وسلطنة عمان.
وحسب صحيفة " الجارديان" البريطانية، من المتوقع أن تكون الحرب الإسرائيلية على غزة، أحد المواضيع الرئيسية في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث يأمل المشاركون أن يستجيب الاحتلال للتحذيرات الدولية المتزايدة، ويتخلى عن اجتياح مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، والمكدسة بالنازحين.
وقبل أسبوع، طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، جيش الاحتلال، بتجهيز خطة لإخلاء السكان من مدينة رفح الفلسطينية في جنوب قطاع غزة، قبل الشروع في اجتياحها بريًا، رغم التحذيرات الدولية من التبعات الكارثية لهذا الهجوم على المنطقة المكدسة بالنازحين.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، نزح أكثر من 85% من سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة- من منازلهم، وتدفق ما يزيد على مليون و300 ألف شخص إلى رفح الفلسطينية، حيث يعيش كثيرون منهم في خيام مكتظة بمساحات شاغرة في العراء أو على الشواطئ، وفقًا لوكالة "رويترز".
وذكرت "الجارديان" أن الضغوط على جيش الاحتلال لتجنب الهجوم البري على رفح الفلسطينية، تأتي من جميع الجهات تقريبًا، بما في ذلك حلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.
ولفتت الصحيفة إلى تلك الضغوط تأتى في وقت يلوح في الأفق شبح العودة إلى محكمة العدل الدولية، وصدور قرار آخر من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برعاية الجزائر.
كما تأتى الضغوط الدولية على الاحتلال، للتخلي عن اجتياح رفح الفلسطينية، في وقت يسعى الوسطاء، إلى التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس، حول هدنة طويلة الأمد، بما في ذلك إطلاق سراح المزيد من المحتجزين مقابل الأسرى في سجون الاحتلال.
وحسب الجارديان، تخشى العواصم الغربية أنه إذا لم تتمكن حماس وإسرائيل من الاتفاق على هدنة في غضون أيام، فإن الهجمات الإسرائيلية وحزب الله في لبنان سوف تتصاعد، ما يجعل من الصعب على حماس وإسرائيل العودة إلى طاولة المفاوضات.
ولفتت الصحيفة إلى أن حماس لم تعد تطالب بوقف دائم لإطلاق النار، ولكنها تريد هدنة إنسانية لمدة ستة أسابيع تؤدي إلى وقف إطلاق النار.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أول أمس، حماس إلى "الإسراع بإبرام اتفاق مع إسرائيل لحماية الشعب الفلسطيني من تداعيات كارثة أخرى لا تقل خطورة عن نكبة عام 1948."
وتطرقت "الجارديان" إلى الرفض الإسرائيلي لحل الدولتين، الذي يحظى بإجماع دولي متزايد، مشيرة إلى تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أول أمس الأربعاء، والتي أكد فيها تمسكه بـ" السيطرة الأمنية الشاملة" في المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن، وكرر الوزراء المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية معارضتهم الكاملة لقيام دولة فلسطينية.