بعد مرور أكثر من 700 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية، وصل قطاع الثقافة الأوكراني إلى حالة يرثى لها، وحذرت الأمم المتحدة من أن التدمير المستمر للمواقع الثقافية على أراضي كييف، جعلت السياحة والتدفقات المالية في حالة انهيار، وتحتاج معها مليارات الدولارات لإعادة الإعمار مرة أخرى.
وقبل الحرب، كان معدل السياحة في أوكرانيا يتجاوز الـ23 مليون سائح سنويًا، يأتون من شرق أوروبا وغربها ومن الولايات المتحدة وكندا، حيث تعد ثامن بلد في أوروبا من حيث عدد الزوار السائحين، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية، كانت سببًا في إطلاق المنظمة الدولية العالمية تحذيراتها بهدف محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
خسارة فادحة
وقدرت اليونسكو، أن قطاع الثقافة والسياحة المترابط في البلاد قد خسر أكثر من 19 مليار دولار من الإيرادات خلال الحرب التي بدأت قبل عامين من هذا الشهر، ونقلت شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، تأكيد الوكالة الأممية، أن القتال ألحق أضرارًا بـ 341 موقعًا ثقافيًا في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة الأوكرانية كييف ومدينتي لفيف في الغرب وأوديسا في الجنوب.
وتعتبر "كاتدرائية أوديسا"، التي تأسست في أواخر القرن الثامن عشر، أحد الأمثلة على المواقع التي تعرضت لأضرار جسيمة، الذي يعتبر بالنسبة لأوكرانيا رمزًا للمجتمع بأكمله، وذا معنى روحي وتاريخي عميق، مؤكدين أن التدمير المتعمد لمواقع التراث الثقافي، بما في ذلك المباني الدينية والتحف، قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب.
إعادة الإعمار
وحللت اليونسكو الأضرار التي لحقت بعشرات المباني الثقافية، بما في ذلك المتاحف والآثار والمكتبات والمواقع الدينية، مشيرين إلى أن تكلفة الأضرار التي لحقت بالممتلكات الثقافية بنحو 3.5 مليار دولار، بزيادة 40% عن عام 2023، ومن المتوقع أن تزيد أعداد تلك المواقع المتضررة، مع استمرار اشتعال الحرب على طول الجبهة البالغة 600 ميل، واستمرار القصف على المدن والأحياء السكنية.
وتحتاج الحكومة الأوكرانية، وفقًا لتقديرات وكالة الثقافة التابعة للأمم المتحدة، إلى ما يقرب من 9 مليارات دولار على مدى العقد المقبل لإعادة بناء مواقعها الثقافية وصناعة السياحة في أعقاب الحرب الروسية، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن ذلك سيحتاج بالتأكيد إلى التضامن الدولي، الذي سيكون ضروريًا لتلبية هذه الاحتياجات، لتقليل التأثير المتوقع للحرب على المدى الطويل.
الصراع مستمر
وعلى صعيد الحرب، لا تزال القوات الروسية تكبد نظيرتها الأوكرانية، خسائر فادحة في المعدات والأفراد، حيث نقلت الشبكة عن مسؤولين أوكرانيين، تأكيدهم بأن القوات الروسية قصفت ثماني مستوطنات ومناطق في منطقة سومي بأوكرانيا 331 مرة في اليوم فقط، ووقعت الانفجارات بسبب قذائف الهاون والمدفعية ودبابة وطائرات انتحارية بدون طيار وذخائر أخرى، وفي المقابل تواصل أوكرانيا هجماتها بدون طيار، حيث تمكنت من قصف سفينة حربية في شبه جزيرة القرم.