الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تقرير "التوازن العسكري": روسيا تخسر نصف دباباتها في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
روسيا خسرت ما يقرب من 1120 دبابة في العام الماضي في أوكرانيا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

رغم استمرار القتال ومحاولاتها الدؤوبة للتوغل نحو كييف، تتعرض روسيا لخسائر ضخمة في معداتها القتالية الثقيلة، حيث فقدت دبابات في ساحة المعركة في أوكرانيا أكثر مما خسرته عندما عبرت قواتها الحدود لبدء العملية العسكرية واسعة النطاق في فبراير 2022.

وقال باستيان جيجيريتش، المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية -مقره لندن- إن روسيا خسرت ما يقرب من 1120 دبابة العام الماضي في أوكرانيا.

وأضاف أن موسكو فقدت ما يقرب من 2000 ناقلة جند مدرعة ومركبة مشاة قتالية في الأشهر الـ 12 الماضية.

وقال جيجاريتش لوسائل الإعلام، اليوم الثلاثاء: "من المرجح أن تتجاوز خسائر الدبابات منذ بدء الهجوم 3000. لوضع ذلك في الاعتبار، فإن خسائر الدبابات الروسية في ساحة المعركة أكبر من العدد الذي كانت عليه عندما شنت هجومها في عام 2022".

مع هذا، من المرجح أن تكون موسكو قادرة على الحفاظ على أسطول دباباتها بمركبات أقل جودة لعدة سنوات، حسب تقييم المعهد.

وتعّد الأرقام الصادرة عن المعهد الدولي هي أحدث مؤشر على تأثير جهود القتال على القوات الروسية التي تشن هجمات في عدة نقاط على طول خط المواجهة.

وعلى نطاق أوسع، أشار التقرير إلى أن الإنفاق الدفاعي العالمي ارتفع بنسبة 9% عن عام 2022 ومن المتوقع أن يرتفع أكثر في عام 2024.

الكمية مقابل الجودة

في معرض كشفه عن تقريره السنوي عن "التوازن العسكري"، والذي، وفق مجلة "نيوزويك" الأمريكية، يعتبر إحصاءً موثوقًا للقوات المسلحة في العالم، قال المعهد إن روسيا تمتلك الآن ما يقرب من 1750 دبابة قتال رئيسية عاملة من نماذج مختلفة، بدءًا من دبابة T-55 القديمة إلىT-90 الحديثة، ولديها عدة آلاف أخرى في المخازن.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للعملية العسكرية الشاملة في الأسبوع المقبل، تسببت أشهر الصراع في فرض خسائر استنزافية فادحة على القوات البرية الروسية والأوكرانية.

وفي فبراير 2023، قدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن روسيا فقدت ما يصل إلى نصف دباباتها القتالية الرئيسية في السنة الأولى من الحرب.

وفي أواخر يناير، أخبر جيمس هيبي، وزير القوات المسلحة البريطاني، المشرعين البريطانيين أن لندن قدّرت إجمالي خسائر الدبابات الروسية بأكثر من 2600، مع تدمير ما يقرب من 4900 مركبة مدرعة.

ويلفت التقرير إلى أنه "لتعويض الخسائر الفادحة، سحبت روسيا الدبابات من مخازنها ووضعت صناعتها الدفاعية على أهبة الاستعداد للحرب، بحيث أصبحت قادرة على إعادة ملء مخزوناتها، مع تلقي ضربات مستمرة من القوات الأوكرانية".

زيادة الإنتاج

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن إنتاج الدبابات الروسية المحلية "زاد خمسة أضعاف منذ فبراير 2022".

ولفت المعهد إلى أن موسكو "تمكنت من تجديد الإمدادات، لكن المركبات التي خرجت من منشآت الإنتاج الروسية ليست جديدة في معظم الحالات".

وأضاف التقرير أن روسيا "بدأت بالفعل في التضحية بالجودة مقابل الكمية في دباباتها".

وذكر التقرير أن المخزونات الروسية تعني أن موسكو "يمكن أن تتحمل نحو ثلاث سنوات أخرى من الخسائر الفادحة وتجديد الدبابات من المخزونات، حتى لو بمعايير فنية أقل، بغض النظر عن قدرتها على إنتاج معدات جديدة".

ونقلت "رويترز" عن بعض المحللين أن الوضع قد يختبر قدرة صناعة الأسلحة الروسية الواسعة على إنتاج دبابات جديدة وأسلحة أخرى وسط العقوبات الغربية.

وأشار تقرير "التوازن العسكري" إلى أن المسؤولين التنفيذيين في الصناعة الروسية "تفاخروا بزيادة الإنتاج العسكري"، في حين أشار المسؤولون الروس إلى خطط لاستئناف إنتاج دبابة T-80.

وقال ألكسندر نيل، المحلل الدفاعي المقيم في سنغافورة: "إنه رقم مذهل"، في إشارة إلى تقديرات فقدان 3000 دبابة.

وأضاف نيل، وهو زميل مساعد في مركز أبحاث منتدى المحيط الهادئ في هاواي: "قد تكون بعض هذه الدبابات أقدم. لذا فإن أحد الأسئلة الكبيرة هو كم عدد الدبابات الأكثر تقدمًا المتبقية لديها لأي هجمات كبيرة في المستقبل".

تغيير أوكراني

في هجومها على مدينة أفدييفكا في دونيتسك، منذ 10 أكتوبر الماضي، تكبدت موسكو خسائر مؤلمة في الدبابات والمركبات المدرعة.

وكانت حكومة المملكة المتحدة قد أشارت، في السابق، إلى أن موسكو قادرة على إنتاج حوالي 100 دبابة قتال رئيسية كل شهر، ما يساعد في دعم الهجمات الروسية في المستقبل المنظور.

والشهر الماضي، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنه، بين أوائل أكتوبر وأواخر يناير، فقدت روسيا ما يصل إلى 365 دبابة و700 عربة مدرعة مع تصاعد الهجوم على أفدييفكا.

في المقابل، تغير أسطول الدبابات الأوكراني في العامين الماضيين، حيث أضافت المساعدات الغربية إلى مركباتها -التي تعود إلى الحقبة السوفيتية- دبابات مطابقة لمعايير حلف شمال الأطلسي.

وتمتلك كييف حوالي 937 دبابة اعتبارًا من بداية عام 2024، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، بما في ذلك عدة نماذج من دبابات "ليوبارد" الألمانية الصنع.

لكن أشار التقرير إلى أنه "بشكل عام، نقدّر أنه بعد مرور عامين على الهجوم واسع النطاق، لا يزال عدد الدبابات القتالية الرئيسية في الخدمة في الجيش الأوكراني قريبًا من مستويات ما قبل الحرب، مع زيادة أعداد المركبات المدرعة الأخرى بسبب المساعدات العسكرية الغربية".

وقال إن نوعية المعدات الأوكرانية تحسنت من خلال المساعدات الغربية، مثل الدبابات التي تتوافق مع معايير حلف الأطلسي، على الرغم من أن ذلك أدى إلى تعقيد الخدمات اللوجستية المتعلقة بنشر مجموعات جديدة من المعدات.