الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

منع سقوط أفدييفكا في أيدي الروس.. أول اختبار لقائد الجيش الأوكراني الجديد

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى وقائد الجيش الجديد أولكسندر سيرسكى

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، ومع تولي فريق جديد قيادة القوات المسلحة في كييف، يجد الجنود الأوكرانيون أنفسهم في موقف دفاعي على خط الجبهة الشرقي، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية في تقرير لها عن تطورات المعارك في أوكرانيا.

ولفتت الشبكة إلى تقدم كبير تحرزه القوات الروسية على خط الجبهة الشرقي، خاصة في منطقة أفدييفكا، التي يمثل الدفاع عنها أول اختبار للقائد الجديد للجيش الأوكراني أولكسندر سيريسكي.

واستندت الشبكة إلى سلسلة من التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، والتلفزيون الأوكراني، والتي رسمت صورة للروس وهم يواصلون الدفع بأعداد كبيرة من الرجال في المعركة، ويكثفون استخدامهم للطائرات بدون طيار، والتي أصبح من الواضح الآن أنها واحدة من الأسلحة الرئيسية في ساحة المعركة.

التقدم الروسي في أفدييفكا

ولا تزال مدينة أفدييفكا، الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا، مسرحًا لبعض من أعنف المعارك، حيث تواصل القوات الروسية تقدمها من الشمال إلى وسط المدينة.

وأظهر موقع رسم الخرائط "ديب ستيت" سلسلة من التقدم الروسي بأفدييفكا في الأيام الأخيرة، وسيطرة مقاتلي موسكو على جزء من خط السكة الحديد شمال محطة المدينة.

وقال قائد القوات الجنوبية الأوكرانية أولكسندر تارنافسكي، أمس السبت، إن فرقه اللوجستية لا تزال قادرة على إيصال الإمدادات إلى المدينة، وإنه يقوم بتناوب مقاتلين جدد في المعركة، بالإضافة إلى إنشاء مواقع إطلاق نار إضافية.

ومع ذلك، يشير موقع "ديب ستيت" إلى أن القوات الروسية ربما لا تبعد أكثر من عدة مئات من الأمتار عن طريق الإمداد الرئيسي إلى المدينة.

وقال سيرهي تسخوتسكي، الضابط في لواء المشاة رقم 59، للتلفزيون الأوكراني، إن روسيا تنشر أعدادًا كبيرة من القوات في معركة أفدييفكا، ولفت إلى انتشار الطائرات بدون طيار، وأبلغ عن إسقاط نحو 70 قنبلة من الطائرات الروسية بدون طيار على مواقع الألوية في المدينة في يوم واحد فقط، وقال: إن" الروس يعملون باستمرار على تجديد مخزونهم من الطائرات بدون طيار، وتحسينها، ويستخدمون أيضًا الحرب الإلكترونية".

وترسم التقارير الواردة من المدونين العسكريين الروس صورة مماثلة لمكاسب بطيئة ولكن ثابتة للقوات الروسية داخل أفدييفكا، على الرغم من أنها تؤكد على أن بعض المواقع الرئيسية في المدينة، وليس أقلها مصنع فحم الكوك الضخم الواقع على الحافة الشمالية الغربية للمدينة، لا تزال في أيدي الأوكرانيين.

وكتب مدون روسي يدعى بوريس روزين، "يفيد الضباط العسكريون على الأرض بأنه لا داعي للتسرع في إلقاء خطابات النصر".

أهمية أفدييفكا

وبنفس الطريقة التي اكتسبت بها باخموت أهمية رمزية كبيرة قبل عام، عندما نجحت القوات الروسية في السيطرة على المدينة، يبدو أن أفدييفكا قد تبنى أهمية مماثلة.

وتقع أفدييفكا على بعد بضعة كيلومترات فقط شمال مطار دونيتسك، الذي سيطرت عليه القوات الروسية في أوائل عام 2015، بعد أشهر من القتال العنيف بين الحين والآخر، وأصبحت أفدييفكا في مرمى موسكو منذ ذلك الحين.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في روسيا بعد بضعة أسابيع فقط، فإن السيطرة المحتملة عليها يكتسب قيمة أكبر.

ويمكن القول إن ما يجب فعله بشأن أفدييفكا هو التحدي الأكثر إلحاحًا الذي يواجه قائد الجيش الأوكراني الجديد سيرسكي، الذي تم تعيينه، الخميس الماضي، لإعطاء الحرب تركيزًا جديدًا.

وباعتباره قائدا للقوات البرية، كان يُنظَر إلى سيرسكي باعتباره المحرك الرئيسي وراء القرار، الذي اتخذته أوكرانيا بالدفاع عن باخموت حتى النهاية، بدلًا من تنفيذ الانسحاب المبكر. وأكسبه قرار مواصلة القتال في مواجهة القوة النارية الروسية الساحقة سمعة كرجل مستعد لتحمل خسائر فادحة بين جنوده.

وفي أول بيان له منذ تعيينه قائدًا أعلى للقوات المسلحة، بدا وكأنه يعترف بالحاجة إلى معالجة ذلك، قائلًا: "إن حياة وصحة الجنود كانت دائمًا وستظل القيمة الرئيسية للجيش الأوكراني". ولذلك، فإن الحفاظ على التوازن بين المهام القتالية واستعادة الوحدات والوحدات الفرعية من خلال التعليم المكثف وتدريب الأفراد يظل ذا أهمية كما كان دائمًا.

الضغوط على سيرسكي

ومع ذلك، يتعرض سيرسكي لضغوط من القيادة السياسية في أوكرانيا للتوصل إلى خطة جديدة تتجنب "الجمود" في ساحة المعركة، بينما لا تضغط في الوقت نفسه على عدد كبير جدًا من المجندين الجدد، حيث يشق مشروع قانون التعبئة الجديد طريقه عبر البرلمان.

وقد تمت إقالة سلفه فاليري زالوجني جزئيًا، لأنه وصف الحرب بأنها في حالة "جمود" بعد أن فشل الهجوم المضاد، الذي طال انتظاره في العام الماضي، في تحقيق مكاسب تذكر.

وكان الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، منزعجًا أيضا من اقتراحات زالوجني بأنه يحتاج إلى حملة تعبئة ضخمة لتغيير الأمور. وعلى الرغم من أن قائد الجيش المقال قال إنه لم يحدد رقمًا لذلك، إلا أنه أصبح مرتبطًا بفكرة أن هناك حاجة إلى نصف مليون جندي جديد.

وبغض النظر عن عدد المجندين الذين سيطلبهم سيرسكي في نهاية المطاف، فإن الأدلة الواردة من مواقع متعددة على الخطوط الأمامية، لا تزال تشير إلى أن أعداد القوات الروسية المتفوقة تحدث فرقًا.

في شرق كوبيانسك ونهر أوسكيل، على طول الجزء الشمالي من المعركة، اعترف متحدث باسم الجيش للتلفزيون الأوكراني، أمس السبت، بتقدم القوات الروسية، وقال: "يواصل العدو- يقصد روسيا- نقل احتياطياته لتحل محل تلك التي فقدها سابقًا، ونشر وحدات مشاة آلية، مدعومة بالمدفعية والطائرات بدون طيار، ويحاولون المضي قدمًا".

وأضاف المتحدث، إن روسيا لديها إجمالًا 42 ألف رجل متمركزين في المنطقة - ولكن ليس جميعهم على خط المواجهة- بالإضافة إلى 500 دبابة وعربة مشاة قتالية.

كما تتعرض بلدة تشاسيف يار، الواقعة على بعد حوالي 15 كيلومترًا غرب باخموت، لضغوط شديدة أيضًا، حيث أفاد قائد أوكراني محلي، بأن الروس هاجموا "بقوة ضخمة من الأفراد".

ونقلت "سي. إن. إن" عن متحدثين باسم الجيش الأوكراني، إن عيب كييف الكبير الآخر في الوقت الحالي، هو انخفاض مخزون الذخيرة، الذ ى أصبح محسوسًا بشدة.

وتمتعت القوات الروسية التي هاجمت "تشاسيف يار" من الأجنحة بأفضلية عدة أضعاف في عدد عمليات القصف، ما دفع المتحدثين الأوكرانيين إلى التأكيد على الحاجة "للمزيد من القذائف، آلاف وآلاف القذائف، خاصة عيار 155 ملم".