قال الملك عبدالله الثاني، العاهل الأردني، خلال قمة عقدها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الحرب على قطاع غزة "التي تعد واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث" لا تزال مستمرة، مؤكدا أنه "لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر"، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا".
وأكد العاهل الأردني، في تصريحات صحفية مشتركة عقب القمة التي عقدت، الاثنين، في البيت الأبيض، ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم الآن، مشددًا على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي".
وبين، أن نحو 100 ألف استشهدوا أو أصيبوا أو أصبحوا في عداد المفقودين، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال، محذرا من أن أي هجوم إسرائيلي على رفح من شأنه أن يؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى.
وأضاف: "الوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب"، مؤكدًا أن الأردن ينظر إلى الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به.
وحث الملك عبد الله الثاني، على العمل بشكل طارئ وعاجل لضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة، معربا عن شكره لدعم الولايات المتحدة لهذه الجهود.
ونوه إلى أن القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة.
وأكد وجوب استمرار تلقي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي، معتبرا أن أية وكالة أممية لا تستطيع أن تقوم بالعمل الذي تقوم به "الأونروا" لإغاثة سكان غزة في هذه الكارثة الإنسانية.
وبين العاهل الأردني، أن عمل وكالة "الأونروا" حيوي أيضًا في مواقع أخرى بخاصة الأردن، التي تقدم خدماتها لنحو 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في المملكة.
وأكد على ضرورة عدم تجاهل الوضع في الضفة الغربية والأماكن المقدسة بالقدس، مضيفًا أن نحو 400 فلسطيني استشهدوا في الضفة الغربية منذ 7 الماضي، منهم حوالي 100 طفل، في حين أصيب أكثر من 4 آلاف آخرين.
واعتبر أن التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس والتوسع في بناء المستوطنات غير القانونية سيؤديان إلى الفوضى بالمنطقة بأكملها.
وأوضح العاهل الأردني أن الغالبية العظمى من المصلين المسلمين لا يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى، كما أن الكنائس قد أعربت عن قلقها حول القيود المتزايدة وغير المسبوقة بالإضافة إلى التهديدات.
وأشار إلى أنه لا يمكن القبول بالفصل بين الضفة الغربية وغزة، مبينًا أن سبعة عقود من الاحتلال والقتل والدمار بصورة لا شك فيها أثبتت أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أفق سياسي، وأن الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل ولن تقود أبدا إلى السلام.
وبين العاهل الأردني، أن قتل المدنيين الأبرياء، بما في ذلك هجمات 7 أكتوبر لا يمكن أن يقبل بها أي مسلم، منوها إلى أهمية ضمان ألا يتكرر رعب الأشهر الماضية الذي يجب ألا يقبل به أي إنسان.
وقال: "علينا العمل مع شركائنا من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والبدء فورًا بالعمل لإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى السلام العادل والشامل وفقًا لحل الدولتين".
وأكد الملك عبد الله الثاني، أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، هو الحل الوحيد الذي سيضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها.
وأشار إلى القيادة المحورية للرئيس الأمريكي في التعامل مع هذا الصراع، مؤكدًا أن الأردن كما هو دومًا مستعد "للعمل معكم لتحقيق السلام".