الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نظام التدريس في أستراليا "مأساة".. ثُلث أطفال المدارس لا يجيدون القراءة!

  • مشاركة :
post-title
ثُلث طلاب المدارس في أنحاء أستراليا لا يجيدون القراءة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

حذّر تقرير جديد من أن ثُلث أطفال المدارس الأستراليين البالغ عددهم 4 ملايين طفل، يتعرضون للفشل، بسبب نظام التعليم الذي يستمر في اتباع نظريات فقدت مصداقيتها لتعليم القراءة، حيث خلص إلى أن الطلاب الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة، هم أكثر عرضة للتخلف عن الركب، وتعطيل الدراسة، وينتهي بهم الأمر إلى البطالة أو السجن.

أساليب التدريس

ويصف تقرير معهد جراتان، المتخصص في إصدار توصيات عالية الجودة في مجال السياسة العامة لمستقبل أستراليا، هذا الأمر بأنه "مأساة" ناجمة عن الاستمرار في أساليب التدريس الشائعة في المدارس البالغ عددها 10 آلاف مدرسة، ولكنها "تتعارض مع العلم" وفقدت مصداقيتها من خلال التحقيقات في جميع المناطق الرئيسية الناطقة باللغة الإنجليزية، بحسب شبكة "إي بي سي" نيوز أستراليا.

ونقلت الشبكة عن جوردانا هانتر، المؤلفة الرئيسية للتقرير ومديرة برنامج جراتان التعليمي، تأكيدها أنه في فصل دراسي نموذجي بمدرسة أسترالية يضم 24 طالبًا، هناك ثمانية منهم لا يستطيعون القراءة جيدًا، وهو ما يعني أن واحدًا من كل ثلاثة طلاب ليسوا في المكان المناسب، مشيرة إلى أنه بسبب ذلك، يتعرض الاقتصاد الأسترالي لخسارة ما يقدر بنحو 40 مليار دولار.

فريسة للتخمين

وأرجع المعهد، أن السبب الرئيسي للنتائج التي توصل إليها، إلى ظهور أسلوب التدريس المسمى "اللغة الكاملة"، والذي أصبح سائدًا في الحرم المدرسي في السبعينيات، وهو يرتكز على فلسفة مفادها، أن تعلم القراءة هو عملية طبيعية غير واعية، يمكن للطلاب إتقانها من خلال التعرض للأدب الجيد، وهو ما يراه المؤيدون أنه يمكن الشباب من خلال منحهم الاستقلالية في التفكير.

دروس محو الأمية الحل لمواجهة فشل القراءة

ولفتت الشبكة، إلى أن ذلك الأسلوب ترك الطلاب فريسة لـ "تخمين" معنى الكلمات، مما أثقل كاهل الآباء بتكاليف التعليم الباهظة لمساعدة أطفالهم على اللحاق بالركب، مشيرين إلى أن التكلفة المقدرة لهذا "الفشل" كانت باهظة على المستويين الشخصي والاقتصادي على حد سواء، حيث يعتبر هؤلاء الطلاب عُرضة لأن يصبحوا عاطلين عن العمل أو حتى يتعرضوا للسجن في وقت لاحق من حياتهم.

النهج البديل

وفي حل لتلك المشكلة الكبيرة، حث المعهد الحكومات والأنظمة المدرسية على الالتزام بما يعرف باسم "محو الأمية المنظم"، وهو مزيج من التعليم المباشر والصوتيات، لافتين إلى أن الأدلة أظهرت، وجود عدد كبير من الطلاب تعلموا القراءة بنجاح باستخدام هذا النهج البديل، وأن 90 في المائة على الأقل يتقنون استخدامه، كونه مدعومًا بأحدث العلوم، حول كيفية تعلم أدمغة الأطفال مفاهيم جديدة.

كما طالب مسؤولو التعليم، في حديثهم للشبكة، الحكومة بتقديم مزيد من الدعم للمعلمين، بهدف إعادة تدريبهم وتزويدهم بدروس جاهزة، وهو الأمر الذي يحتاج لرفع توقعات النجاح، والتوقف عن قبول الفشل، كون التعليم برمته لا يناسب جميع الطلاب الذين إما فقدوا الاهتمام بالقراءة، أو أنهم لا يحتفظون بالتعليمات، بسبب طريقة التدريس.