اختار المرشح الرئاسي المستقل في الولايات المتحدة روبرت إف كينيدي جونيور، أن يشق طريقا صعبًا، لأجل ظهور اسمه على بطاقات اقتراع انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.
وكان روبرت إف كينيدي جونيور، أعلن في شهر أكتوبر الماضي، أنه سيتخلى عن الترشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وسيترشح بدلا من ذلك مستقلًا في عام 2024.
وحاليًا، تجمع حملة روبرت إف كينيدي، التوقيعات للحصول على المرشح الرئاسي المستقل في بطاقة الاقتراع الرئاسية، وانطلقت مسيرة جمع التوقيعات من لاس فيجاس بولاية نيفادا، ويجب على أي شخص يذهب إلى أي فعالية قادمة لكينيدي أن يتوقع نفس الشيء، وفق ما ذكرت شبكة "أيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية.
وبعد إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية مستقلًا، بعد انشقاقه عن الحزب الديمقراطي في أكتوبر الماضي، لم يضمن كينيدي مكانًا في بطاقة الاقتراع في أي ولاية، ما أجبر المتطوعين على جمع التوقيعات من الأمريكيين العاديين في الشوارع والحرم الجامعي، والأماكن العامة الأخرى، وفي الفعاليات الخاصة به، في عملية دقيقة أصبحت أكثر صعوبة بسبب متطلبات الحد الأدنى للتوقيع الفريدة لكل ولاية ونوافذ الحصول على التوقيعات، حسب "أيه بي سي نيوز".
مصادر تمويل حملة كينيدي
ولفتت الشبكة إلى أن تلك العملية مكلفة أيضًا، ونقلت عن توني ليونز مؤسس منظمة المسماة "القيّم الأمريكية 2024" PAC American Values 2024، إن المنظمة المؤيدة لكينيدي خصصت 70٪ من أموالها لمساعدة المرشح المستقل في الوصول إلى بطاقة الاقتراع في 12 ولاية. وحتى الآن، نجح كينيدي في تأمين حق الوصول إلى صناديق الاقتراع في ولاية واحدة فقط، هي يوتا.
ومؤخرًا، أعلنت اللجنة الوطنية الديمقراطية، أنها قدمت شكوى إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية تتهم فيها منظمة "القيم الأمريكية 2024 " بتقديم مساهمات عينية غير قانونية لحملة كينيدي، من خلال المساعدة في جهود الوصول إلى صناديق الاقتراع.
وقال ليونز، إن منظمته "القيم الأمريكية 2024 " كانت تعمل بشكل مستقل عن الحملة للحصول على ظهور كينيدي في بطاقات الاقتراع في 12 ولاية.
وبتأمين وصول كينيدي إلى بطاقات الاقتراع في 12 ولاية، فهذا سيمهد له الطريق إلى المنافسة في كافة الولايات الأمريكية.
ووصف "ليونز" الشكوى المقدمة للجنة الانتخابات الفيدرالية، بأنها مجرد تكتيك يائس آخر من اللجنة الوطنية الديمقراطية لتشويه سمعة كينيدي واستنزاف أموال حملته.
وقالت أماريليس فوكس، مديرة حملة كينيدي، في بيان لها: "على حد علمي، لم نتلق بعد أي توقيعات من منظمة "القيم الأمريكية 2024 "، أو منظمات أخرى تدعم العمل السياسي.
ولفتت "أيه بى سى نيوز" إلى أن بإمكان كينيدي أن ينهي هذا الجدل، والحاجة إلى التوقيعات، من خلال الانضمام مرة أخرى إلى حزب سياسي كبير، وهو ما من شأنه أن يكسبه مكانًا في صناديق الاقتراع في كل ولاية.
كيندي يغازل الليبراليين
وذكرت الشبكة، إن كينيدي أثار التكهنات حول شراكة محتملة مع الحزب الليبرالي عندما قال لـ"سي. إن. إن" الأسبوع الماضي، إنه ومسؤولون من الحزب يتحدثون. وأكدت رئيسة الحزب الليبرالي أنجيلا مكاردل، هذه المحادثات في مقابلة مع "أيه بي سي نيوز"، لكنها قالت إن تواترها انخفض في الأشهر الأخيرة.
وقالت مكاردل:" "أحافظ على علاقة جيدة مع بوبي كينيدي وفريقه". ومع ذلك، فقد اعترفت بأن الديمقراطي السابق لديه بعض العمل الذي يتعين عليه القيام به لإقناع عدد كافٍ من مندوبيها بأنه يتماشى بشكل كافٍ مع قيمهم لكسب أصواتهم في مؤتمره في أواخر مايو، والذي سيصوت خلاله مندوبو الحزب البالغ عددهم نحو 1000 على مرشح، الذي يجب أن يحصل على أغلبية الأصوات.
وأضافت مكاردل: "أعتقد أنه يشترك معنا في بعض الأشياء"، مستشهدًة بمعارضة كينيدي للقاحات ودعمه لحرية التعبير. لكن ليس لدينا كل القضايا المشتركة، وهذا أمر يجب على أعضاء حزبي والمندوبين أن يأخذوه في الاعتبار بجدية".
ولفتت مكاردل إلى أنه بينما انتقد بعض المندوبين الليبراليين كينيدي على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا إنه يتمتع "بالكثير من الدعم الخاص" داخل الحزب، لكن ظهوره في مؤتمر الحزب الليبرالي في كاليفورنيا في وقت لاحق من هذا الشهر، سيكون حاسمًا، وقالت: "أعتقد أن الطريقة التي يستقبله بها الناس في كاليفورنيا ستكون المقياس الحقيقي لدعمه".
ولكن حتى وهم يغازلون أنصار الليبرالية، فإن كينيدي وحملته يرون قيمة في الحصول على بطاقة الاقتراع بالطريقة الصعبة.
وهذا ما تحدث عنه كينيدي لمدة 35 دقيقة تقريبًا أمام حشد مؤيد في لاس فيجاس: "على المدى الطويل، سيضعنا ذلك في وضع أفضل.. "بمجرد أن نكمل جهود الوصول إلى صناديق الاقتراع في كل ولاية، نغير مسار اللعبة للحصول على الأصوات".
كما أن الانضمام إلى الليبراليين يخاطر بتقويض جزء أساسي من هوية كينيدي، المرشح غير المرتبط بحزب سياسي، والذي أظهر الشجاعة من خلال انشقاقه عن الحزب الديمقراطي. وقال كايل كيمبر، الموظف بحملة كينيدي: "إنه من خلال المسار المستقل، فإنه يتحكم في مصيره. كما أنه دعوة للجميع ليقولوا: أنا أختار الاستقلال".
صداع لترامب وبايدن
وتشير أرقام استطلاعات الرأي التي حصل عليها كينيدي إلى أن دعمه صغير بما يكفي لجعل فرصته في الفوز بالرئاسة بعيدة، لكنه كبير بما يكفي لإحداث صداع للمرشحين الديمقراطيين والجمهوريين.
وأظهر استطلاع أجرته شركة "إبسوس" و"رويترز" شهر أكتوبر الماضي، حين أعلن انشقاقه عن الحزب الديمقراطي، أنه في منافسة ثلاثية لعام 2024، وأيد 33% من المشاركين ترامب، وأيد 31% بايدن، وأيد 14% كينيدي.
وأشارت المحادثات مع ما يقرب من 12 من المشاركين في مسيرة لاس فيجاس، إلى أن كينيدي قد يستمد دعمًا من اليمين أكثر من اليسار، إذ قال جميع الأشخاص، باستثناء شخص واحد، إنهم سيصوتون لصالح ترامب إذا لم يكن كينيدي في السباق. وقال ذلك الشخص إنه إذا لم يكن كينيدي خيارًا، فإنه يفضل عدم المشاركة في الانتخابات بدلًا من التصويت لصالح ترامب.
ويقول المؤيدون إنهم أعجبوا بقرار كينيدي الترشح مستقلًا، بالإضافة إلى سيطرته على القضايا واستعداده لمناقشتها مطولًا في التجمعات وفي وسائل الإعلام. كما أن اسم عائلة كينيدي له وزن أيضًا لدى الناخبين، وفق "أيه بي سي نيوز".