أكثر من مليون و300 ألف نازح مدني يحتمون في آخر مكان بقطاع غزة، يترقبون هجومًا إسرائيليًا شاملًا في ظل خطط قوات الاحتلال شن هجوم بري واسع النطاق، بينما تتواصل الغارات الجوية وقذائف المدفعية في استهدافهم، ما أدى إلى استشهاد المئات منهم.
أكبر مدن القطاع
ورفح مدينة فلسطينية، ومركز لمحافظة رفح، تقع فى أقصى جنوب قطاع غزة، وتبعد عن غزة حوالي 35 كيلومترًا وعن القدس حوالي 107 كيلومترات للجنوب الغربي، وعن خان يونس 10 كمكيلومترات وعن مدينة العريش المصرية 45 كيلومترًا، وتعد أكبر مدن القطاع على الحدود المصرية، وتبلغ مساحتها 55 كيلومترًا مربعًا.
تُمثل المدينة التي ترتفع عن سطح البحر بـ48 مترًا وتتميز بأرضها الرملية -تحيط بها الكثبان الرملية من كل جهة- في الوقت الحاضر واحدة من بين خمس محافظات فلسطينيّة في قطاع غزة، وتتكون من 12 حيّا وتجمعات سكانيّة.
يوجد في المدينة مخيمان للاجئين الفلسطينيين، ويُسمّى الأول مخيم كندا، والآخر "مخيم رفح" والذي يعد أكبر مخيمات قطاع غزة من حيث عدد السكان.
ويقع المخيم في قلب مدينة رفح، وأنشأته وكالة الغوث الدولية لإيواء اللاجئين عام 1948، من الطوب والصفيح ويقسمه الشارع العام إلى قسمين: القسم الشمالي ويضم "الشابورة" والقسم الجنوبي الملاصق للحدود ويضم حي "يبنا"، وتسمى أحياء المخيم بأسماء القرى الفلسطينية التي هاجر اللاجئين منها.
قصف رفح
وأسفرت ثلاث غارات جوية على منازل في منطقة رفح ليلة السبت عن استشهاد 44 فلسطينيًا بينهم 12 طفلًا، أصغرهم يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
وفي خان يونس، فتحت القوات الإسرائيلية النار على مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى في المنطقة، ما أسفر عن استشهاد شخصين على الأقل وإصابة خمسة، وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود الطبية الخيرية.
وقال أحمد المغربي، الطبيب في المستشفى، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى بوابات المستشفى صباح السبت، وحاصرت من بداخلها وجعلت الوصول إلى المنشأة غير متاح لمن يحتاجون إلى رعاية طبية.
خطط اجتياح رفح
ومع توسيع قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها البرية بشكل مكثف باتجاه الجنوب في حربها على غزة، أصبحت رفح -التي كان يسكنها قبل الحرب نحو 280 ألف شخص- الملاذ الأخير لأكثر من نصف سكان القطاع، بعد تهجيرهم من الشمال.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة الماضي، إنه أصدر تعليمات إلى وزارة الدفاع بوضع خطط لدخول القوات إلى رفح وإجلاء المدنيين، ما أدى إلى حالة من الذعر على نطاق واسع في المخيمات المؤقتة المكتظة بسكان غزة.
ونظرًا لأن ثلثي سكان غزة يخضعون بالفعل لأوامر الإجلاء، والدمار واسع النطاق في جميع أنحاء القطاع واستمرار العدوان، فمن غير الواضح إلى أين يمكن نقل هذا العدد الكبير من الأشخاص.
مصر تحذر
وردًا على استهداف الاحتلال الإسرائيلي المدينة الواقعة على الحدود مع مصر، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس السبت، إن الهجوم البري الإسرائيلي على رفح سيكون له عواقب وخيمة، وإن هدف إسرائيل يتمثل في إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم.
وقال مسؤول مصري لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، إنه لن يُسمح لإسرائيل تنفيذ مخططها تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، وأن أي محاولة لنقلهم إلى الأراضي المصرية ستؤدي إلى انهيار اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.
وتنفذ إسرائيل غارات جوية في رفح بشكل شبه يومي، وكانت قوات الاحتلال أصدرت أوامر للمدنيين في الأسابيع الأخيرة البحث عن مأوى هناك، هربًا من القتال البري الشرس في خان يونس، إلى الشمال مباشرة.
ولم تتحقق بعد تهديدات إسرائيل بشن هجوم واسع النطاق على رفح، ولم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي تفاصيل أو جدولًا زمنيًا في إعلانه، ولكنه أشار ضمنًا إلى أن العملية أمر لا مفر منه، ويبدو مستعدًا للمضي قدمًا على الرغم من التحذيرات المتزايدة من وكالات الإغاثة والمجتمع الدولي من أن الهجوم على رفح سيكون بمثابة حمام دم.
كانت أثارت تصريحات نتنياهو غضب وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وصرح مديرها فيليب لازاريني، بأن الهجوم الإسرائيلي الكبير على رفح لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مأساة جديدة لا نهاية لها.