يرى المخرج خيري بشارة أن منصات البث الإلكتروني لا تتميز بسحر السينما الخاصة، إذ قال إن السينما ظاهرة اجتماعية، عبارة عن أشخاص يجلسون بجوار بعضهم ولا يعرف أحد منهم الآخر، ويتحدون حول مشاهدة عمل واحد، وهذه ظاهرة من جوهر اختراع الفن السابع، بينما حاليًا ونحن في عصر المنصات أين سحر السينما؟!.. بل أوشك أن يضيع سحرها عندما أصبحنا نشاهد السينما بشكل سريع كل شخص بمفرده دون الالتفات إلى الاجتماع على شيء واحد وتوحيد الثقافة.
وقال خيري بشارة في محاضرة بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، أقيمت ظهر اليوم السبت: "المعرفة بالنسبة لي وإلهامي كان من الأدب، خصوصًا الأدب الروسي، وأهم شيء أحب أن أركز فيه هو رؤية المخرج ودرايته بالمجتمع الذي يعيش فيه والوحي في مشاركة الصناعة من خلال الخيال المرتبط بالواقع".
وأضاف المخرج الذي تحمل الدورة الحالية من المهرجان اسمه: "المخرج بشكل عام هو رؤية للعالم، واليوم لو تحدثنا عن السينما فأنا لدي رؤية واضحة عنها، ومن الممكن أن أحب أفلامًا ليست شبهي، وهناك مخرج شاطر لديه رؤية فنية ومخرج ذكي، وأنا مع كل المخرجين الذين لديهم رؤية واضحة، بعيدًا عن الخيال المجرد من الواقعية".
وحول مصطلح السينما التجارية قال: "السينما ليست شيئًا واحدًا، وليست تجارية بمعناها السيئ، لكن بمعناها الشعبي، لأنها ولدت في المقاهي ووسط الناس العادية، ومثل ما أحب السينما الخاصة التي أنجبت مخرجين كبار، أنا أيضًا أحب السينما التي تعكس الواقع سواء حاليًا أو قديمًا، وأفلام المخرج عاطف الطيب كانت تحمل هوية ولم تعبر عن رؤيته الخاصة".
أما فيما يتعلق بالفرق بين التأليف وكتابة السيناريو أشار مخرج "أيس كريم في جليم" إلى أن من يكتب سيناريو ليس بالضرورة أن يكون مؤلف العمل، فالسيناريست شخص لديه رؤية خاصة بالرواية، كما أن الإخراج لا يعتمد على الحرفية فقط ولكن يلزمه الرؤية والخبرة.
وحول تكريمه في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، قال خيري بشارة: "تكريمي في المهرجان باحتفاء بجيل كامل، وأرى أن كل عصر يكون فيه إيجابياته ورموزه الناجحة".
ونصح "بشارة" المخرجين الشباب بضرورة اكتشاف أنفسهم أولًا قبل أن يصبحوا مخرجين، ودون ذلك لن يصلوا إلى شيء، لافتًا إلى أن اختيار السيناريو ليس بالضرورة يعكس انحياز المخرج، كما أنهم لابد أن يعملوا وفقًا لمتطلبات الواقع، والخيال لا يمكن أن يبنى من فراغ، ولابد أن يكون هناك أساس وواقع ولابد أن تكون هناك قوة ملاحظة.