على طول نهر بوتوماك، وتحديدًا في مدينة لانجلي بمقاطعة فيرفاكس في ولاية فرجينيا الأمريكية، تفوح على السطح بين الفينة الأخرى قصص جديدة وشكاوى خاصة بشأن سوء السلوك الجنسي والتحرش بالنساء داخل أروقة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، الوكالة الرئيسية لجمع الاستخبارات في الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة.
حادث تحرش جديد
آخر تلك القصص التي وصلت إلى القضاء الأمريكي كانت لفتاة متدربة في "CIA" لجأت إلى القضاء بشكوى تعرضها لاعتداء جنسي على درجات سلم في مبنى الوكالة، زاعمة أنها بسبب شكواها تم طردها من عملها وأنها تواجه حالة من الترهيب بسبب قضيتها.
قال محامية الفتاة، وفق تقرير لـ"سي إن إن" الأمريكية، إن موكلته تعرضت لاعتداء جنسي عام 2022، وأنها حاليًا تقاضي الوكالة بسبب تعرضها للترهيب على الرغم من أنها طُردت من عملها"، مضيفًا أن ذلك "انتقام واضح لتصريحاتها التي تقع تحت برنامج حماية المبلغين عن وجود مخالفات إلى سلطات إنفاذ القانون والكونجرس والمفتش العام".
وأرسلت كيفن كارول، محامية الفتاة، رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى موظفي لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، الذين كانوا يستمعون إلى شهادات من ضحايا مزعومين للاعتداء الجنسي في وكالة المخابرات المركزية، وقالت: "إن مشكلة العنف الجنسي المتفاقمة في مكان العمل التي تواجهها الوكالة، تضر الآن ببقاء الشابات اللاتي لن يتحملنها بعد الآن"، وفق "فوكس نيوز".
تحرش أم فشل
المتحدثة باسم وكالة المخابرات المركزية، تامي ثورب، وصفت بيان المحامية بأنه "غير دقيق من الناحية الواقعية، ولكي نكون واضحين، وكالة المخابرات المركزية لا تتسامح مع حالات الاعتداء أو التحرش الجنسي"، مضيفة أن "الفتاة تذرعت بفشلها في برنامج التدريب الصارم الذي تقدمه الوكالة للضباط السريين، وأنه هو السبب في فصلها من الوكالة"، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
العام الماضي، شرع المفتش العام لوكالة المخابرات المركزية، في مراجعة خاصة بعد أن أبلغت العديد من النساء لجان الاستخبارات في الكونجرس أن ادعاءاتهن بسوء السلوك الجنسي "تم التعامل معها بصورة مشينة".
إنهاء عمل الفتاة جاء بعد أقل من 6 أشهر من رفعها دعوى قضائية اتحادية تتعلق بالحقوق المدنية، تقول فيها إن وكالة المخابرات المركزية انتقمت منها لإبلاغها عن اعتداء على الدرج عام 2022 في لانجلي بولاية فيرجينيا، والإدلاء بشهادتها حول هذا الموضوع في جلسة استماع مغلقة بالكونجرس، وفق "فوكس نيوز".
20 قصة تحرش
وخلص تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن القضية ساعدت في تشجيع ما لا يقل عن 20 امرأة على التقدم إلى السلطات والكونجرس، على مدى العامين الماضيين، برواياتهن الخاصة في وكالة المخابرات المركزية عن الاعتداءات الجنسية واللمس غير المرغوب فيه.
وتراوحت اتهاماتهن بين الإدلاء بتصريحات بذيئة حول تخيلات جنسية في ساعات ما بعد العمل، وأخرى ظهور أحد كبار المديرين في منزل إحدى مرؤوساته ليلًا ومعه سلاح ناري، يطالب بممارسة الجنس خلال مهمة سرية محفوفة بالمخاطر في الخارج، وهي حوادث تعود إلى سنوات مضت في الخارج، فيما وقعت حوادث أخرى في مقر وكالة المخابرات المركزية، وفق "أسوشيتد برس".
تحقيق رقابي
ودفع تحقيق أجراه الكونجرس ودعوات من الحزبين لإجراء تحقيق رقابي مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، العام الماضي، إلى إطلاق سلسلة من الإصلاحات لتبسيط المطالبات ودعم الضحايا ومعاقبة المسؤولين عن سوء السلوك بسرعة أكبر.
وقال توم ديفاين، وهو مدافع منذ فترة طويلة عن حقوق المبلغين عن المخالفات، وهو المدير القانوني لمشروع محاسبة الحكومة، إن "موظفي وكالة المخابرات المركزية لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها الموظفون الفيدراليون الآخرون بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، ويمكنك إطلاق صفارة الإنذار داخل مجتمع المعلومات الاستخبارية، إنها ثغرة بغيضة".
وتعود قضية الفتاة التي لم تعلن عن اسمها الوكالة الاستخباراتية الأمريكية، إلى العام الماضي، وفق تقرير نشرته "فوكس نيوز" في أغسطس، ذكرت فيه أن الوقعة حدثت في درج منعزل بمقر وكالة المخابرات المركزية، عندما اقترب الضابط المتدرب أشكان بياتبور من خلف زميلة ولف وشاحًا حول رقبتها وحاول تقبيلها وهو يقول لضحيته "هناك العديد من الاستخدامات لهذا (يقصد الوشاح).. هذا ما أريد أن أفعله بك".