في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في جورجيا عام 1996، وقفت النجمة سيلين ديون تغني Power of the Dream "قوة الحلم"، التي تشجع كلماتها على تحقيق الأحلام حتى في مواجهة الشدائد، وألهمت الكثير على مر السنوات، وبعد مرور نحو 28 عامًا على الأغنية التي يبعث لحنها على البهجة، وتحمل كلمات رسائل أمل قوية، تستحق أن تكون عنوانًا لظهور المطربة الكندية من جديد، ومفاجأة جمهورها في الوقت الذي تعاني فيه من مرض لا علاج له.
عاد الحديث عن صحة "ديون" إلى الأضواء مرة أخرى، بعد أن صعدت أيقونة البوب خشبة المسرح في حفل توزيع جوائز جرامي عام 2024، وسط معركتها مع متلازمة "الشخص المتيبس"، إذ قدمت المطربة الكندية جائزة ألبوم العام إلى النجمة تايلور سويفت، وخطفت قلوب محبيها الذين لم يتوقعوا هذه المفاجأة، خصوصًا بعد تصريحات شقيقتها التي قالت فيها إنها لا تستطيع الحركة.
قوة الموسيقى كانت محور حديث سيلين ديون في خطاب صعودها المسرح، وكأنها توجه رسالة إلى نفسها قبل النجوم الحاضرين والجمهور الملتف حول الشاشات لمتابعة الحفل، وقالت وهي تتلقى تصفيقًا حارًا: "شكرًا لكم جميعًا، أحبكم جميعًا، فالموسيقي تجلب الحب والفرح لحياتنا وللناس في جميع أنحاء العالم".
في مشوار المطربة الكندية الفني العديد من الأغنيات التي تبعث على الأمل وترقب غدٍ أفضل، ومنها أغنيتها الشهيرة My Heart Will Go On التي ذاع من خلالها صيتها في جميع أنحاء العالم، إذ قدمتها في الفيلم الرومانسي الشهير "تيتانيك" الصادر عام 1997 بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسلت، وحققت الأغنية التي تعبر عن الحب والأمل والحزن والحنين شهرة عالمية عريضة، حتى إن الكثيرين عندما يسمعون اسم سيلين ديون، يتبادر إلى ذهنهم على الأرجح أغنية "تيتانيك".
المغنية التي ذاقت طعم النجومية لأول مرة في مقاطعة كيبيك بكندا عندما كانت في الـ 12 من عمرها، واجهت في حياتها مصاعب شديدة، خصوصًا في السنوات الأخيرة، أبرزها وفاة زوجها ومدير أعمالها ريني أنجليل عام 2016، بعد صراع مع مرض السنوات، وعانت المطربة كثيرًا بعد وفاة زوجها الذي ارتبطت به عام 1994، وغيرت محل إقامتها إلى لاس فيجاس من أجله.
لمواجهة أزمة رحيل زوجها، لجأت سيلين ديون إلى قوة الموسيقى لتطلق أغنيتها Courage التي قالت عنها في لقاء إعلامي: الجميع يمر بظروف صعبة في الحياة، وأود أن أقول لهم من خلالها إنه يجب دائمًا إيجاد طريقة للتغلب على العقبات والعثور على القوة الداخلية، فالأزمات جزء من الحياة، وليست شيئًا تختاره، بل تُفرَض علينا، والأمر في النهاية متروك لكم لتتجاوز هذه العقبات، ولدينا جميعًا لحظات جيدة وأخرى سيئة، وكلنا نخسر أعزاء لدينا في حياتنا.
بظهور المطربة التي تبلغ من العمر 55 عامًا في حفل توزيع جوائز جرامي الأخير، تثبت أن أغنياتها التي تتحدث عن الشجاعة ومواجهة الحياة والإصرار على تحقيق الأمنيات ليست مجرد كلمات وألحان تغنيها، بل إيمان داخلي بهذه الرسائل، الأمر الذي يتجسد أيضًا في دوافع مشاركتها بفيلم وثائقي عن معاناتها وصراعها مع المرض بعنوان "أنا: سيلين ديون" سيعرض قريبًا، إذ قالت -في بيان إعلامي- إنها تحمست لهذا الفيلم من أجل مساعدة الآخرين الذين يعانون من المرض نفسه، ويحفزهم لمواصلة الحياة والتمسك بالأمل.
بثوب وردي ظهرت سيلين ديون في حفل جرامي، وبكلمات عن قوة الموسيقى والحلم، دفعت الجمهور للتصفيق لها، مع شحنة من الأمل لرؤيتها مرة أخرى تتألق بحفلات غنائية، ذلك الأمل الذي كان تلاشى عقب إلغائها جولتها الغنائية وتصريحات شقيقتها بأن الأطباء أخبروها بعدم وجود أي دواء يمكنه علاج حالتها الصحية.