يحذر المحللون من أن تصاعد الاضطرابات في البحر الأحمر، على خلفية الضربات المتبادلة بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من جهة، والحوثيين في اليمن من جهة أخرى، قد يضر بسلاسل التوريد، ويزيد من تكاليف الشحن، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار، وذلك وفق ما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في تقرير لها.
وخلال الفترة الأخيرة، ضربت الولايات المتحدة وحلفاؤها أهدافًا تابعة للحوثيين في اليمن، الذين يستهدفون سفن الشحن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، ردًا على العدوان المدمر المتواصل على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضى.
ولفتت "نيوزويك" إلى أن هجمات الحوثيين والضربات الأمريكية تسببت في تعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وأجبرت بعض السفن على اتخاذ مسارات أطول عبر جنوب إفريقيا لتوصيل البضائع من آسيا إلى الدول الغربية. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه قناة بنما (ممر آخر يستخدم لنقل البضائع من الدول الآسيوية) جفافًا يحدّ من قدرة السفن على السفر عبرها.
ويعتمد جزء كبير من التجارة العالمية على هذه المسارات لحركة البضائع إلى أوروبا والساحل الشرقي للولايات المتحدة. ومع تصاعد الاضطرابات في البحر الأحمر، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة في تكاليف السلع الاستهلاكية الرئيسية، مثل الملابس والأثاث والأجهزة المنزلية، وفق "نيوزويك".
ونقلت المجلة الأمريكية عن جيفري روتش، كبير الاقتصاديين في شركة "إل بى إل فاينانشيال" قوله: "إن ارتفاع تكاليف الشحن سيؤدي إلى تقليص الهوامش وزيادة تكاليف المدخلات التي يمكن أن تتسرب إلى أسعار المستهلكين".
ومع ذلك، أشار "روتش" إلى أن الشركات بحثت عن بدائل للحد من تأثير الاضطرابات في البحر الأحمر، وآثاره على الشحن وتسليم البضائع.
وأضاف أن "استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر، سيؤثر على سلاسل التوريد على المدى القريب، لكننا نشهد تحول الشركات إلى أشكال أخرى من وسائل النقل".
وذكرت المجلة، نقلًا عن الخبراء، أن أكبر منطقة تأثرت بالتأخيرات هي أوروبا، على الرغم من أن الوصول المحدود عبر قناة بنما قد يضغط على الولايات المتحدة أيضًا.
ويختلف التأثير على سلاسل التوريد أيضًا عن الاختناقات الشديدة التي شهدتها التجارة العالمية خلال الوباء، وفقًا لـ"ليديا بوسور" كبير الاقتصاديين في "إيه واى- بارثينون".
في حين أن مخاطر الأسعار يمكن أن تضيف نحو 0.7% إلى التضخم العالمي، وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي، فإن ذلك سيعتمد أيضا على مدة استمرار الاضطرابات.
كما أن بعض الإجراءات التي تم اتخاذها لإصلاح مشكلات سلسلة التوريد التي ظهرت خلال أزمة فيروس كورونا، قد تحد من آثار الاضطرابات التي تحدث حاليا في البحر الأحمر.
وقالت الخبيرة الاقتصادية بوسور: " إن التوازن الحالي للعرض والطلب في سوق السلع أقل توترًا مما كان عليه في أعقاب الوباء، والموانئ ليست مزدحمة، وهناك قدرة شحن متاحة أكبر مما كانت عليه خلال الوباء، مما قد يساعد في الحد من الضغط التصاعدي على أسعار الحاويات".