توعد الحوثيون في اليمن بالرد على الضربات الأمريكية - البريطانية الأخيرة، في وقت قال مسؤولون أمريكيون، إن تلك الضربات أدت إلى إضعاف قدرة الجماعة على تنفيذ هجمات مُعقدة، وأن الهجمات سوف تستمر، ما ينذر بإطالة أمد المواجهة.
ونفذت الولايات المتحدة وبريطانيا جولة ضربات جديدة، ليل الإثنين الثلاثاء، على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، فيما أكد البلدان أن الخطوة تأتي للرد على الهجمات التي تواصل الجماعة شنها على الملاحة في البحر الأحمر.
وتمثل الغارة الأخيرة المرة الثامنة التي تشن فيها الولايات المتحدة ضربات على أهداف للحوثيين هذا الشهر، والمرة الثانية التي تشارك فيها المملكة المتحدة.
وعدد الأهداف في الضربات الأخيرة، أقل بكثير من الأهداف الستين التي تم ضربها في الغارات الجوية الأولى على اليمن التي نفذتها الدولتان قبل 10 أيام.
وقالت واشنطن ولندن في بيانٍ أصدرتاه، بالاشتراك مع دول أخرى شاركت في إسناد الضربات الأخيرة، إن قواتهما شنت "جولة جديدة من الضربات المتكافئة والضرورية على 8 أهداف حوثية في اليمن، ردًا على الهجمات الحوثية المتواصلة ضد الملاحة والتجارة الدولية وضد سفن تعبر البحر الأحمر".
وأوضح البيان أن هذه "الضربات الدقيقة" هدفت إلى تقويض "القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة الدولية وأرواح بحارة أبرياء".
وفي بيانٍ منفصلٍ، أوضحت القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، أن "الأهداف شملت أنظمة صواريخ ومنصات لإطلاق الصواريخ، وأنظمة دفاع جوي ورادارات ومرافق لتخزين الأسلحة مدفونة بعمق تحت الأرض".
وأفاد مسؤول عسكري أمريكي رفيع بأن الضربات نُفذت باستخدام ذخيرة موجّهة بدقة، أُطلقت من الطائرات الأمريكية والبريطانية، وصواريخ كروز من طراز "توماهوك"، بحسب وكالة "فرانس برس."
ووفق مسؤولين عسكريين أمريكيين، فإن الضربات في اليمن ناجحة، وكان لها "تأثير جيد" في جميع المواقع الثمانية المستهدفة.
ونقلت "رويترز" عن وزارة الدفاع البريطانية، قولها إن "4 طائرات تايفون إف.جي.آر4 إس، تابعة لسلاح الجو الملكي مدعومة باثنتين من ناقلات فويدجر انضمت إلى القوات الأمريكية في الضربة ضد مواقع الحوثيين باليمن".
وأضافت الوزارة أن "الطائرات استخدمت قنابل بيفواي 4 الدقيقة التوجيه؛ لضرب أهداف عدة في موقعين عسكريين بالقرب من مطار صنعاء".
وقال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، إن هذه العملية "ستوجه ضربة أخرى لمخزونات الحوثيين المحدودة وقدرتهم على تهديد التجارة العالمية". وشدد "شابس" على "مواصلة العمل على دعم الاستقرار الإقليمي في الشرق الأوسط".
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، اليوم الثلاثاء، إن الحملة الرامية إلى إضعاف القدرات العسكرية لجماعة الحوثي في اليمن، ستستمر.
وأضاف كاميرون: "ما فعلناه مجددًا هو إرسال أبلغ رسالة ممكنة، بأننا سنواصل الحد من قدرتهم على تنفيذ هذه الهجمات"، وفقًا لوكالة "رويترز".
لكن الحوثيين تعهدوا بالرد على الهجمات الأمريكية البريطانية، وقال متحدث باسم الجماعة، إن الضربات الأمريكية البريطانية الأخيرة، لن تمر "دون رد" أو "دون عقاب".
ونشر محمد علي الحوثي، عضو اللجنة الثورية العليا للحوثيين في اليمن، على منصة إكس- تويتر سابقًا- حول الغارات قائلًا: "ثق جيدًا أن كل عملية وكل عدوان على بلادنا لن يمر دون رد".
وأضاف المتحدث، إن طيران العدوان الأمريكي البريطاني، شن 18 غارة جوية خلال الساعات الماضية، توزعت على النحو التالي، 12 غارة على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، ثلاث غارات على محافظة الحديدة، وغارتان على محافظة تعز وغارة على محافظة البيضاء.
ومنذ منتصف نوفمبر، أطلق الحوثيون العديد من الصواريخ والمسيرات ضد السفن المرتبطة بدولة الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر، وذلك تضامنًا مع الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لقصف اسرائيلي متواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ودفعت الهجمات على السفن المرتبطة بدولة الاحتلال، الولايات المتحدة إلى ضرب مواقع الحوثيين عدة مرات وتصنيفهم ككيان إرهابي.
وأعاد الحوثيون، أمس الإثنين، التأكيد على أنهم سيواصلون "منع السفن الإسرائيلية" من عبور البحر الأحمر وخليج عدن حتى نهاية الحرب على غزة، و"الرد على أي هجوم" ضد اليمن.