في الوقت الذي تذهب أغلب ميزانية روسيا لتمويل حربها في أوكرانيا، تتداعى البنية الأساسية في البلاد، التي يعود أغلبها إلى الحقبة السوفيتية، إذ تنهار في ظل الظروف القاسية، وهو ما يظهر جليًا في فصل الشتاء.
في جميع أنحاء البلاد تتعطل أنظمة التدفئة القديمة، ما يترك الناس يواجهون البرد في أجزاء من روسيا، مثل سيبيريا، حيث تم تسجيل درجات حرارة منخفضة تصل إلى -57 درجة مئوية.
وأثرت الأعطال في أنظمة التدفئة على أجزاء كبيرة من منطقة موسكو ومدينة سانت بطرسبرج في وقت مبكر من شهر ديسمبر الماضي، وفقًا لموقع "بيزنيس إنسايدر".
ومن بين الأدلة على تداعي البنية التحتية الروسية، الحادث الذي وقع في مدينة نيجني نوفجورود بغرب روسيا، وتعرض العديد من الأشخاص للحروق بسبب الماء المغلي المتسرب من أنبوب التدفئة المنفجر، وإضافة إلى ذلك انقطعت إمدادات التدفئة عن أكثر من 3000 شخص.
وقالت النائبة الروسية سفيتلانا رازفوروتنيفا، إن بلادها لا تزال تستخدم البنية التحتية البلدية التي تم إنشاؤها في الحقبة السوفيتية، وتقدر أن نحو 40٪ من شبكة التدفئة البلدية في البلاد في حاجة ماسة إلى الاستبدال.
ومع ذلك، وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، فإن الإنفاق على الخدمات العامة لم يمثل سوى 2.2% من إجمالي إنفاق روسيا في العام الماضي.
وفي المقابل، بلغت حصة الإنفاق العسكري نحو 21% من ميزانية الدولة، وتخطط روسيا لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى ثلث ميزانيتها هذا العام.
ويعد سوء البنية التحتية ووعود إصلاحها ليس جديدًا، ففي حملته الرئاسية عام 2012 تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعادة النظام إلى الإسكان والخدمات المجتمعية.
وعلى الرغم من تعهد بوتين بإبقاء تكلفة الفواتير منخفضة، فإن العديد من الأسر الروسية تكافح من أجل الدفع، وقد تضخمت ديون الأسر الروسية للمرافق العامة في السنوات الأخيرة، لتقترب من تريليون روبية في عام 2023.
من جانبه قال دينيس فولكوف، مدير مركز ليفادا، وهو منظمة بحثية مستقلة، لصحيفة فاينانشال تايمز: "الناس غير راضين عن حالة الخدمات المجتمعية، لكنهم ينظرون إلى الوضع على أنه مرض مزمن".
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيرشح نفسه لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية لعام 2024 المقرر إجراؤها في مارس المقبل.