تقدمت نيكي هايلي، حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، بطلب للحصول على حماية من جهاز الخدمة السرية في البلاد، بسبب التهديدات المتزايدة التي تلقتها، باعتبارها آخر منافس رئيسي لدونالد ترامب في ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، وفقًا لما ذكرته بنفسها في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقالت هايلي بعد فعالية انتخابية: "لقد واجهنا العديد من المشكلات، لن يمنعني ذلك من القيام بما يجب عليّ أن أفعله".
ولا يحدد جهاز الخدمة السرية من هو المؤهل للحماية، كما أنه ليس مخولًا بحماية المرشحين الرئاسيين بشكل مستقل، وفقًا لوثيقة موجودة على موقع الجهاز على الإنترنت.
ويعود قرار حصول المرشحين على الحماية من قبل جهاز الخدمة السرية، لتقدير وزير الأمن الداخلي بعد التشاور مع لجنة استشارية تابعة للكونجرس، تضم زعماء الأغلبية والأقلية في مجلسي الشيوخ والنواب ومشرعًا إضافيًا، بحسب وكالة "بلومبيرج" الإخبارية الأمريكية.
والأسبوع الماضي، تعامل أفراد الأمن الخاصين بهايلي مع امرأة حاولت الاندفاع نحو المنصة، التي كانت المرشحة تتحدث فيها بمدينة كولومبيا التابعة لولاية ساوث كارولينا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
ووردت تقارير عن حادثتين خلال الأشهر الأخيرة، في منزل هايلي بولاية ساوث كارولينا، وقعت إحداهما في أثناء وجود والديها هناك، وفقًا لشبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية.
وتُعرف الحادثتان بـ"Swatting"، إذ يتم التواصل مع خدمات الطوارئ من قبل جهة أو أشخاص، بهدف إرسال فريق الاستجابة للطوارئ المسلح إلى موقع شخص آخر.
ولم ترد حملتها على استفسار صحيفة "وول ستريت جورنال" يطلب تفاصيل إضافية حول التهديدات التي تلقتها.
وفي مايو 2007، وُضع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي كان في ذلك الوقت عضوًا بمجلس الشيوخ، تحت حماية جهاز الخدمة السرية، بعد أن أوصت لجنة بالكونجرس بذلك، نظرًا لتزايد عدد التهديدات ضده.
ورفض طلب مُقدم من المرشح المستقل، روبرت كينيدي جونيور، لوضعه تحت حماية جهاز الخدمة السرية، بحسب "بلومبيرج".
وتتنافس هايلي مع ترامب للحصول على بطاقة الحزب الجمهوري للترشح للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي تقام نوفمبر المقبل، وتوقعت هايلي أن تستمر في السباق مع ترامب على الأقل حتى 5 مارس، موعد تصويت 16 ولاية ومنطقة في الانتخابات التمهيدية.
مواجهة مختلفة في نيفادا
وتشهد ولاية نيفادا، اليوم الثلاثاء، سباقًا جمهوريًا جديدًا بين ترامب وهايلي، في محطة مثيرة للجدل، ضمن مشوار نيل ترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية 2024.
وما يميز نيفادا عن باقي الولايات هو أن التصويت على المرشح الجمهوري سيتم عبر آليتين هما الانتخابات التمهيدية، والمؤتمرات الحزبية.
والمشهد المربك في نيفادا يتلخص في أن هايلي تشارك وحدها في الانتخابات التمهيدية، ويظهر اسمها على ورقة الاقتراع مع غياب اسم منافسها ترامب.
على العكس من ذلك، اسم ترامب يظهر في المؤتمرات الحزبية بالولاية، وتغيب هايلي عنها، لأنها لا تشارك أساسًا فيها، معتبرة أن ترامب استمال المؤتمرات لصالحه بطرق بعيدة عن التنافس المفتوح.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، من الطبيعي أن يختار ترامب خوض السباق عبر المؤتمرات الحزبية، لأنه يعرف جيدًا أن نتائج المجالس الحزبية تميل لصالحه.
وفي 2016، فاز ترامب في المؤتمرات الحزبية بولاية نيفادا بنحو 46% من الأصوات، متفوقًا بفارق كبير على أقرب منافسيه السيناتور ماركو روبيو "جمهوري عن فلوريدا" وتيد كروز "جمهوري عن تكساس".
واختارت هيلي منذ فترة طويلة الترشح عبر الانتخابات التمهيدية، كما فعل العديد من المرشحين الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك نائب الرئيس السابق مايك بنس، والسناتور تيم سكوت "الجمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا"، قبل أن ينهوا حملاتهم.
وفوز هيلي في الانتخابات التمهيدية ليس مضمونًا بالضرورة، لأنه في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في نيفادا، يكون لدى الناخبين خيار عدم تفضيل أي من هؤلاء المرشحين.
ويشجع الحزب الجمهوري في نيفادا الناس على الإدلاء بمثل هذا التصويت لإضعاف أي زخم محتمل لهايلي.
ونقلت صحيفة "لاس فيجاس ريفيو" عن تشارلز فروت، المؤيد لهايلي: "ليس هناك أي معنى للمشاركة في المجالس الحزبية،. لا أستطيع التصويت لمرشحتي".
ويتفجر هذا الجدل في نيفادا بوقت يتركز فيه قدر كبير من الاهتمام السياسي على الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، التي تجرى في ولاية ساوث كارولاينا، 24 فبراير الجاري، إذ تأمل هايلي في تقليص تقدم ترامب، الذي فاز بترشيح الحزب الجمهوري في ولايتى أيوا ونيوهامبشير، لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها نوفمبر المقبل.