يواصل معرض القاهرة الدولي للكتاب، فعاليات الدورة الـ55، إذ حقق إقبالًا جماهيريًا من الأسر بمختلف شرائحهم، وأيضًا الوفود العربية والأجنبية.
واستضاف الصالون الثقافي ضمن فعاليات المعرض مؤتمر "نازك الملائكة"، برئاسة الدكتورة فاطمة قنديل، الناقد العراقي الدكتور قحطان الفرح الله، وقدم الجلسة محمد عبده بدوي.
وقال قحطان الفرج الله، إننا نحتفل بتراث عربي عظيم تركته هذه الشاعرة العملاقة نازك الملائكة، تلك الشاعرة الرائدة التي تمردت على بحور الشعر وأسست لنفسها مكانة مرموقة في عالم الشعر العربي.
وأضاف: "لم تكن نازك الملائكة مجرد شاعرة فقط بل كانت ناقدة وأدبية متميزة وأستاذة ملهمة تركت منجزًا مهمًا في المكتبة العربية وفي قلوب زملائها وأصدقائها، واجتمعنا لنشكر نازك على مساهماتها في إثراء الشعر العربي وتحديثه وبعد مرور مئة عام ما زالت أشعارها تتوارث في أذهاننا جيلا بعد جيل.
وتوجه قحطان الفرج الله بالشكر لوزارة الثقافة المصرية لتنظيم هذا المؤتمر التاريخي، مُثمنًا جهود الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة العامة للكتاب.
وألقت الدكتورة رشا صالح، كلمة نيابة عن الدكتورة فاطمة قنديل، مؤكدة أننا نحتفي اليوم بقيمة شعرية جليلة ونحن نستعيد قيم المغامرة والتجريب ومحبة الشعر والالتزام بأعبائه ومسؤولياته التي حملتها نازك الملائكة وجيلها.
وقالت الدكتورة فريال غزول، إن نازك الملائكة ظاهرة إنسانية نادرة بمشروعها الإنساني بأبعاده الإبداعية، وتساءلت مستنكرة: كيف أنكرت المؤسسة الثقافية ريادة نازك الملائكة مرة باعتبارها امرأة ومرة أخرى باستباق شعراء رجال سبقوها في الريادة ومرة باعتبار شعرها موشحات.
وأوضحت أن نازك كتبت الشعر بالعامية العراقية وهي في مطلع دراستها الابتدائية وكتبت الشعر بالفصحى في المرحلة المتوسطة وتخصصت في اللغة العربية بعد ذلك، كما درست لغات أخرى هي اللاتينية والفرنسية والإنجليزية، ولم يشغلها الأدب عن الاطلاع على العلوم الأخرى، إذ قرأت في الموسيقى والفلك والكيمياء والأحياء.
وتابعت: "يبدو لي أن ثورة نازك لم تكن انقلابًا على الشعر بقدر ما كانت انقلابًا على النموذج الواحد في البلاغة العربية فهي تدعو إلى تعددية النماذج لا النموذج الواحد النمطي، كما استخدمت في شعرها المفارقة الساخرة لتدين النفاق الاجتماعي، وكانت تطمح إلى تبديل أحادية البلاغة لتقديم بلاغة أقل جمودًا".
وختمت أن نازك الملائكة عبرت عن المرأة في الواقع وفي التراث، فهي تشير في إحدى قصائدها إلى شهرزاد، وأهدت قصيدة إلى جميلة بوحيرد وأهدت قصائد إلى أمها وأختها وابنة عمها.
وقالت ميسون ملك ابنة عمة نازك الملائكة هي مثل أمي فهي ربتني أدبيًا وأخلاقيًا وكانت علاقتي بها وطيدة، لأننا كنا نعيش في بيتين متلاصقين.
وألقت نصًا كانت كتبته عام 2007 بعد وفاة نازك بساعتين فقط ترصد مشهد جنازتها، وأثر ذلك على نفس ميسون وحزنها الكبير عليها.