في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد إطلاق الحلف أكبر مناورة عسكرية له منذ أكثر من 35 عامًا "المدافع الصامد/Steadfast Defender "، حذرت صحيفة صينية، أمس الأحد، من أن حلف الأطلسي "قد يوسّع الصراع إلى حرب عالمية".
وانتقد مقال رأي بعنوان "الناتو يدفع الصراع الروسي الأوكراني نحو حرب عالمية"، نشرته صحيفة "جلوبال تايمز"، وهي صحيفة شعبية قومية تصدر باللغة الإنجليزية ويصدرها قسم الدعاية بالحزب الشيوعي الصيني الحاكم، الزيارة الأخيرة للجنرال ينس ستولتنبرج الأمين العام للناتو، إلى الولايات المتحدة، والتي تحدث فيها عن استعداد الحلف للاستثمار في المساعدات والدفاع.
وجاء في المقال: "من الواضح أن الأمر لا يتعلق فقط بطلب الناتو للأموال. إنه إعداد واضح للرأي العام لتوسيع الصراع الروسي- الأوكراني إلى حرب عالمية".
تعزيز الناتو
يأتي التحذير الصيني بعد أن حذر الرئيس الروسي السابق "ديمتري ميدفيديف" -الحليف القوي للرئيس فلاديمير بوتين- في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، من احتمال نشوب "حرب كبيرة" مع الناتو.
وشجب "ميدفيديف"، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على شبكة التواصل الاجتماعي الروسية "فكونتاكتي" منظمي "المدافع الصامد 2024" ووصفهم بأنهم "مجرد سياسيين غربيين".
وأضاف: "جنرالاتهم البسطاء في الناتو قرروا، مرة أخرى، إخافتنا".
وادعى "ميدفيديف"، أيضًا، أن روسيا لن تشن أبدًا ضربة أولى ضد دولة عضو في الناتو "لكنها سترد على أي عدوان محتمل ضد سلامتها"، أو أي زيادة في ارتباط الناتو بأوكرانيا.
وستختبر التدريبات، التي بدأت في أواخر يناير الماضي، وستستمر حتى مايو المقبل، بمشاركة حوالي 90 ألف عسكري من 31 دولة، قدرة الحلفاء على نشر القوات بسرعة واختبار خطط دفاعية جديدة، لاحتمال الغزو الروسي المستقبلي، رغم عدم ذكر موسكو صراحة.
وفي خطاب ألقاه في تامبا بولاية فلوريدا، الخميس الماضي، حذر ستولتنبرج من التحديات وسط الحرب في أوكرانيا، مضيفًا أن "الناتو نفذ أكبر تكيف، وأكبر تغيير لتحالفنا، منذ نهاية الحرب الباردة، مع وجود المزيد من القوات على استعداد أعلى".
وأضاف، بحسب الموقع الإلكتروني للحلف: "للمرة الأولى في تاريخنا، لدينا قوات جاهزة للقتال في الجزء الشرقي من الحلف، والحلفاء يستثمرون الآن بشكل أكبر في الدفاع".
خطر الحرب
حذر مقال "جلوبال تايمز" من التأثيرات التي قد يخلفها حلف الأطلسي "لأنه قد يؤدي إلى انقسامات ومواجهات على نطاق عالمي"، وفق ما أشارت له مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن "هذا التعديل الاستراتيجي من قبل الناتو قد يعزز تماسكه الداخلي على المدى القصير، ويستمر في الحفاظ على مكانته كأقوى قوة عسكرية في العالم تسيطر عليها الولايات المتحدة والغرب".
"ومع ذلك، على المدى الطويل، قد يؤدي إلى المزيد من الانقسامات والخلافات، ومواجهات عالمية، ما يؤثر بشكل عميق على العلاقات الدولية والبيئة الأمنية المحيطة بالصين"، وفق المقال.
وأضافت "جلوبال تايمز"، التي لا تعكس آراءها دائمًا السياسة الرسمية في الصين -حسب تعبير "نيوزويك"- أن "خطر الحرب سيزداد حتمًا مع تقدم الناتو وتوسعه عالميًا، ولن يقتصر الضرر على آسيا".