كما هو متعارف عليه عالميًا، فإن كوريا الشمالية متخصصة في صناعة أسلحة الدمار الشامل، لكن في الحقيقة تعد "الرموش الاصطناعية" و"الباروكات" الجزء الأكبر من صادراتها إلى الصين، التي تعد أكبر شريك تجاري لبيونج يانج.
الصين المستورد الأكبر
وبحسب بيانات إدارة الجمارك العامة الصينية الصادرة، 22 يناير الماضي، شكلت هذه العناصر ما يقرب من 60% من صادرات كوريا الشمالية السنوية التي بلغت 292 مليون دولار أمريكي إلى الصين في 2023.
وارتفعت قيمة تصدير المنتجات التجميلية بأكثر من 13 مرة من عام 2022 إلى 163 مليون دولار أمريكي في 2023، إذ بدأت بيونج يانج في تخفيف قيود الحدود الخاصة بفيروس كورونا واستئناف التجارة مع الصين، وهذا الرقم ثلاثة أضعاف ما كان عليه في عام 2019، قبل الجائحة.
الدوافع والأسباب
الطلب المفاجئ على هذه المنتجات، التي تصنعها كوريا الشمالية منذ أكثر من 10 سنوات، يرجع على الأرجح إلى أنها من بين العناصر النادرة التي لم تتعرض للعقوبات من قبل الأمم المتحدة، حسبما قال البروفيسور ميمورا ميتسوهيرو، من معهد البحوث الاقتصادية والاجتماعية لشمال شرق آسيا في جامعة نيجاتا لصحيفة "The Star" الماليزية.
وقال "ميتسوهيرو" إن هذا الانتعاش غير عادي، مضيفًا أن كوريا الشمالية لم يكن لديها خيار سوى استبدال تصدير الملابس بتصدير الباروكات والرموش الاصطناعية، من أجل الحفاظ على دخلها من العملة الأجنبية ومعدلات التوظيف.
أزمات اقتصادية
وأكد أيضًا أنه حتى عام 2016، كان هناك الكثير من تصدير الملابس من كوريا الشمالية إلى الصين، لكن بموجب العقوبات الأممية، لم تعد قادرة على تصدير ذلك، إذ فقد جميع العمال الذين صنعوا الملابس في كوريا الشمالية وظائفهم".
وكان النسيج ثاني أكبر صادرات كوريا الشمالية بعد الفحم والمعادن الأخرى في عام 2016، إذ بلغت 752 مليون دولار أمريكي.
وبموجب العقوبات الأممية المشددة التي فُرضت على كوريا الشمالية في عامي 2016 و2017، بسبب تجاربها النووية والصاروخية، تم حظر بيونج يانج من تصدير أكبر مصادر دخلها - الفحم والحديد والمأكولات البحرية والنسيج - ما أثر بشكل كبير على الظروف الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.
وقال البروفيسور ميمورا، إن معظم الناس هناك يتناولون وجبتين فقط في اليوم، مضيفًا أن كوريا الشمالية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 26 مليون نسمة، تحتاج إلى العملة الأجنبية بشدة لشراء النفط والمواد الأساسية لدعم شعبها.
حاجة ملحة
ووفقًا للكتاب الأبيض حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية 2022، الذي أصدره معهد الوحدة الوطنية الكورية في عام 2023، فإن نسج "الباروكات" هو عمل جانبي شائع لطلاب المدارس الثانوية الكوريين الشماليين، الذين يأملون المساعدة في تأمين الطعام على الطاولة.
والمراهقون لديهم بصر جيد، ما يتيح لهم نسج الباروكات تحت مصابيح الزيت في بلد يعاني نقص الكهرباء.
ويقال، إن إنتاج الرموش الصناعية والشعر المستعار يتطلب عمالة كثيفة، إذ إن الشعر المستعار الذي يتم حياكة الكروشيه وخياطته يدويًا يجلب أسعارًا أعلى لأنه يعتبر عالي الجودة.
تعتبر الرموش الصناعية من كوريا الشمالية ذات "حرفية عالية الجودة"، ويتم شحذ كل رمش بشكل فردي إلى المليمتر وربطه واحدًا تلو الآخر، حسبما قال صاحب مصنع للرموش في تشينجداو الصينية.