بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، يستقبل نعوش قتلى الهجوم على قاعدة الدعم اللوجيستي "البرج 22" شمال شرق الأردن قرب الحدود السورية، تلقى الخبر، الذي لا يعلمه الحاضرون ببدء "مهمة الانتقام".
وتعرضت قاعدة الدعم اللوجيستي "البرج 22" في شمال شرق الأردن قرب حدود سوريا، إلى هجوم بطائرة دون طيار، الأحد الماضي، أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين، وإصابة أكثر من 40 آخرين.
ووقف بايدن على مدرج قاعدة دوفر الجوية، الجمعة الماضي، وشاهد بكل جدية عملية إعادة الصناديق المغطاة بالعلم لثلاثة جنود إلى الولايات المتحدة، وبينما تم تفريغ النعوش من طائرة شحن عسكرية ووضعها في شاحنة، عرف بايدن شيئًا لم تعرفه العائلات المحيطة به، لقد بدأت بالفعل "مهمة الانتقام".
ومرت أيام من التخطيط للجزء الأول من "رد متعدد المستويات" من قبل الولايات المتحدة ضد الجماعات في العراق وسوريا، وفي الساعات الأولى من أمس السبت، أقلعت قاذفات قنابل جوية أمريكية من طراز "بي 1" من قاعدة دايس الجوية في تكساس، للقيام بطلعة جوية هائلة عبر المحيط الأطلسي لضرب أكثر من 85 هدفًا في سبعة مواقع بالعراق وسوريا.
وفي فترة 30 دقيقة فقط، الساعة 9 مساءً بتوقيت جرينتش، أسقطت القاذفات أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه على مراكز القيادة والسيطرة ومخزونات الصواريخ والقذائف ومواقع تخزين الطائرات دون طيار ومنشآت سلسلة التوريد.
وتضمنت قائمة الأهداف، التي وضعها مسؤولو المخابرات الأمريكية في أعقاب هجوم 28 يناير في الأردن، مواقع يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والجماعات المعادية للوجود الأمريكي بالعراق وسوريا.
وحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية، بعثت الضربات رسالة واضحة إلى إيران ووكلائها، مفادها أنه على الرغم من أن الوجود الأمريكي في العراق وسوريا صغير نسبيًا مقارنة بذروته في عام 2007، إلا أن الولايات المتحدة تظل القوة العسكرية بلا منازع في العالم، ويمكنها ضرب أعدائها في أي مكان بالعالم.
ونقلت الصحيفة ما قاله بايدن في بيان صدر بعد وقت قصير من انتهاء الهجمات: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر بالعالم، لكن فليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا هذا، إذا ألحقتم الأذى بأمريكي فسنرد".
وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن المهمة لها هدفين رئيسيين، الأول كان إرسال رسالة إلى إيران مفادها بأن حرب الاستنزاف التي يشنها المسلحون ضد القواعد الأمريكية في المنطقة بالطائرات الانتحارية دون طيار والصواريخ لن تتسامح معها واشنطن.
وعادت القاذفات الأمريكية إلى قاعدتها في نهاية رحلة "ذهاب وإياب" استغرقت 44 ساعة لمسافة 15 ألف ميل، وهي أطول غارة جوية وأكثر الهجمات الجوية تعقيدًا التي نفذتها الولايات المتحدة منذ غزو العراق في 2003.