"دور يعقوب الشاروني في نقد حركة أدب الطفل".. كان محور الندوة التي أُقيمت اليوم السبت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، بحضور كلٍ من الناقد شريف الجيار، وعصمت خورشيد، أستاذ أدب الطفل بجامعة طنطا، والناقد والقاص الدكتور كمال اللهيب، وأدارها الدكتور محمد سيد عبد التواب.
شعور بالرحيل
أكد "الجيار" أن "الشاروني" لم يكتب أدب أطفال، ولكنه كتب مشروعًا متكاملًا يربي من خلاله الأسرة المصرية، وقال:" تُرجمت أعماله إلى لغات أجنبية، ما شهدته في أول زيارة لبيته، الذي يعد مدرسة لتعليم وتنمية أدب الطفل، ليصبح ذلك البيت مدرسة لأدب الطفل وليس منزلًا عاديًا".
وأضاف "الجيار": "كان ليعقوب الشاروني رسالة رائدة، يقرأ في كل المجالات، وكان يكرس حياته كلها لتحقيق التطوير ومواكبة العصر، فكل زيارة كان يزور فيها ابنه في أمريكا، كان له هدفان رئيسيان، هما إكمال كتاب جديد يؤلفه، والثاني العودة إلى مصر بكل جديد في ما يخص الطفل لينقلها لبلدنا".
وروى "الجيار" تفاصيل آخر لقاء جمعه بـ"الشاروني" قبل وفاته بساعات قليلة، قائلًا: "عندما باركت له على اختياره شخصية معرض الطفل في الدورة الـ55، كان رده وكأنه يعلم أنه لن يلحق الحضور: هل سأحضر؟".
واستطرد الجيار: "أعمال الشاروني الأدبية كانت تضع الحل لكل مشكلة بيد الطفل وهو البطل الأول في القصة، ليست بيد الأب والأم، وذلك لتركيزه على البنية الفكرية عند الطفل المصري، فهو مفتاح كل قصة، ودائمًا يستعرض مهارات الطفل في مجالات مختلفة تربى عليها الأطفال على عكس الآباء، لذلك دائمًا ما كان يطالب الشاروني بأن يؤمن الآباء بقدرات أطفالهم ومنحهم الثقة بأنفسهم".
بناء عقل الطفل العربي
فيما أكدت عصمت خورشيد أن جامعة طنطا استضافت الراحل كثيرًا، وما زال الطلاب يتذكرون دوره الرائد في دعمهم حتى في التعليم، فقد كانت الكتب الخاصة به متوفرة بأقل الأسعار لكي يستطيع كل طالب الاستفادة منها.
وأضافت: "كان الشاروني يريد بالفعل بناء العقل للطفل العربي والمصري، ساعيًا لتنمية الفكر النقدي لدى الأطفال، كما أنه دخل عوالم جديدة لم يتطرقها الكثيرون مثل العالم الافتراضي، وعلوم الفضاء".
وقالت إنه "كان يجمع بين القانون والعلم والأدب، وذلك عقب تركه منصبه رئيس محكمة وعمله في الهيئة العامة لقصور الثقافة، واستطاع أن يحقق إنجازات كثيرة في الحياة الثقافية، أهمها صدور أكثر من 400 إصدار متنوع له على مدار حياته".