رفضت روسيا إعادة جثث 65 أسيرًا أوكرانيًا تقول إنهم قُتلوا الأسبوع الماضي، بعد إسقاط طائرة نقل عسكرية روسية من طراز إليوشن إيل-76، بالقرب من مدينة بيلجورود الحدودية الروسية، حسبما صرّح أندريه يوسوف، ممثل المخابرات العسكرية الأوكرانية، لصحيفة بوليتيكو، إلا أن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قال إن روسيا لم تتلق مثل هذا الطلب من أوكرانيا.
معركة حول تحطم الطائرة
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يحدث هو جزء من معركة مروعة حول ما حدث عندما تحطمت الطائرة، 24 يناير، ومن قُتل ومن يتحمل المسؤولية.
وتحاول روسيا إلقاء اللوم على كييف، زاعمة أن أوكرانيا أسقطت طائرة النقل بصواريخ باتريوت أرض جو أمريكية الصنع، ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفي أنها أسقطت الطائرة.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية ما حدث بأنه عمل إرهابي، واتهمت كييف بأنها كانت على علم مسبق بأن السجناء سيتم نقلهم جوًا لتبادل أسرى الحرب، لكن أوكرانيا أسقطت الطائرة لتشويه سمعة موسكو.
ودعت روسيا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، 25 يناير، مشيرة إلى أن كييف ارتكبت هجومًا إرهابيًا باستخدام أسلحة غربية، لكن الأمم المتحدة قالت إنها ليست في وضع يسمح لها بالتحقق من تلك التقارير أو ملابسات الحادث.
وقالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة، خلال الاجتماع: "الأمر الواضح هو أن الحادث وقع في سياق الحرب المستمرة، لتجنب المزيد من التصعيد، نحث جميع الأطراف المعنية على الامتناع عن الأفعال أو التصريحات أو الادعاءات التي يمكن أن تزيد من تأجيج الصراع الخطير بالفعل".
وتقول كييف إن الطائرة إيل-76 كانت هدفًا مشروعًا لأن مثل هذه الطائرات غالبًا ما تطلق صواريخ وأسلحة أخرى لاستخدامها ضد أوكرانيا، وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإجراء تحقيق دولي في الحادث.
وأكدت كييف منذ ذلك الحين أنه تم التخطيط بالفعل لتبادل الأسرى، في حين تقول الحكومة الأوكرانية أيضًا إنه لم يتم إبلاغها مطلقًا بوجود سجناء على متن الطائرة.
أسئلة حول ركاب الطائرة
وتؤكد "بوليتيكو" أنه لا تزال هناك أسئلة كبيرة حول من كان على متن الطائرة، التي تم تصويرها في أثناء سقوطها بحادث تحطم ناري بالقرب من بيلغورود.
وقال يوسوف إنه تم تسليم 5 جثث فقط إلى مشرحة بيلجورود، فيما تمكن الصحفيون الأوكرانيون من راديو ليبرتي من التأكد من أن 3 منهم على الأقل من أفراد الطاقم الروس.
وأصدرت روسيا قائمة بأسماء أولئك الذين من المفترض أنهم قُتلوا، كما أكدت هيئة التنسيق الأوكرانية المعنية بمعاملة أسرى الحرب أن القائمة التي تضم 65 أسير حرب، التي نشرتها روسيا كانت بمثابة خطة التبادل الفعلية لذلك اليوم.
لكن تصرفات الكرملين في أعقاب الحادث تثير الشكوك في كييف بأن روسيا تكذب.
شكوك أوكرانية حول روسيا
وأضاف سيرهي أندروشينكو، نائب رئيس جهاز الأمن الأوكراني، أن أوكرانيا تحتاج إلى مزيد من الوقت لجمع الأدلة من خلال مصادرها في روسيا.
ونشرت لجنة التحقيق الروسية، وهي وكالة لإنفاذ القانون، مقطع فيديو من مكان الحادث يظهر فيه شظية من الجسم وشمًا، زاعمة أن هذا دليل على أن أسرى الحرب كانوا على متن الطائرة، وغالبًا ما تُرى هذه الأنواع من الوشم على جنود من كتيبة آزوف الأوكرانية.
وقالت لجنة التحقيق الروسية: "من بين الأدلة المادية، التي تم إدراجها بالفعل في ملف القضية الجنائية، هناك أيضًا وثائق لجنود أوكرانيين لقوا حتفهم في الكارثة تؤكد هويتهم".
ومع ذلك، قال فريق التنسيق في بيان، إن أقارب أسرى الحرب الأوكرانيين الذين وردت أسماؤهم في القائمة لم يتعرفوا على الوشم الخاص بأحبائهم الموجود في مواد الفيديو.
وجاء الحادث قبل أيام قليلة من تبادل كبير للأسرى، إذ تبادلت أوكرانيا وروسيا وفي 31 يناير أسرى الحرب، وأعادت كييف 207 جنود وروسيا 195 جنديًا.
وقال يوسوف إن 65 أسير حرب من قائمة 24 يناير لم يكونوا من بينهم، وبينما يرفض الكرملين إعادة جثثهم، لا تزال أوكرانيا تعتبرهم "في الأسر".