بينما يستعد الأطباء المبتدئون في المملكة المتحدة، لتنظيم أطول إضراب في تاريخ الهيئة الوطنية للخدمات الصحية غدًا الأربعاء، كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية، عن معدل قياسي للوفيات في البلاد خلال 2023، وفجرت فضيحة "المرضى الأشباح".
وذكرت الصحيفة، أنه من الممكن أن يكسب الأطباء ما يقرب من مليار جنيه إسترليني من "المرضى الأشباح" بعد إيقاف التحقيق في الاحتيال حول عدد الأشخاص المسجلين لدى الأطباء العامين.
وكان هناك ما يقرب من ستة ملايين مريض مسجل لدى الطبيب العام في إنجلترا العام الماضي، مُقارنة بإجمالي عدد السكان في البلاد.
ويحصل الممارس العام، مقابل كل مريض يقوم برعايته، على 164.64 جنيهًا إسترلينيًا لكل شخص مسجل في 2022-23، وهذا يعني أن العمليات الجراحية كسبت حوالي 955 مليون جنيه إسترليني للمرضى غير الموجودين.
وحسب الصحيفة، كشفت أرقام هيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن هناك 62.9 مليون مريض مسجل لدى الأطباء العامين في نوفمبر 2023، على الرغم من أن عدد سكان إنجلترا يبلغ 57.1 مليون فقط، وفقًا لآخر تقدير لمكتب الإحصاءات الوطنية في عام 2022.
وتشير البيانات إلى أن هناك 5.8 مليون مريض غير موجود مسجلين لدى الأطباء العامين العام الماضي، وهو رقم أعلى بنسبة 61 في المائة عمّا كان عليه قبل الوباء، عندما بدأت هيئة مكافحة الاحتيال التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية تحقيقًا توقف بسبب أزمة كوفيد.
وتشير البيانات أيضًا إلى أنه كان هناك 3.6 مليون مريض وهمي في عام 2018. وفتحت هيئة تنظيم الاحتيال في هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحقيقًا رسميًا، فيما إذا كان الأطباء العامون يطالبون بأموال دافعي الضرائب لمرضى غير موجودين في عام 2019. ومع ذلك، قالت إن "أولوياتها تغيرت" بسبب كوفيد، ولم تعد إليها منذ ذلك الحين.
وتفجرت فضيحة "المرضى الأشباح" في حين كشفت التليجراف، أن بريطانيا شهدت عددًا قياسيًا من الوفيات الزائدة العام الماضي، وسط إضرابات مُتكررة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية واستمرار تكلفة جائحة كوفيد.
وأظهر تحليل التليجراف أن ما يقرب من 53000 شخص توفوا في عام 2023 أكثر من المُعتاد –وهو أعلى رقم يتم تسجيله في عام غير وبائي منذ الحرب العالمية الثانية.
وكان الأطباء قد أضربوا عن العمل لمدة 38 يومًا العام الماضي، ويخشى الخبراء أن يكون هذا الإضراب قد ساهم في ارتفاع عدد الوفيات الزائدة.
ويبدأ الأطباء المبتدئون، غدًا الأربعاء، أطول إضراب في تاريخ الخدمة الصحية، ونقلت "التليجراف" عن البروفيسور كارل هينيجان، مدير مركز الطب بجامعة أكسفورد، إن المرضى تم التخلي عنهم لرعاية أنفسهم، بينما كان الأطباء والحكومة في مواجهة.
وأظهر التحليل الذي أجرته التليجراف لأرقام مكتب الإحصاءات الوطنية في إنجلترا وويلز واسكتلندا أن 52698 حالة وفاة أكثر مما كان متوقعًا، حدثت بحلول الثامن من ديسمبر من العام الماضي، بناءً على متوسط خمس سنوات من الوفيات قبل كوفيد.