بعد تأكيد استطلاعات الرأي المختلفة، بشكل شبه رسمي، أن سباق العودة بين "بايدن وترامب"، أصبح أمرًا مفروغًا منه، رغم عدم انتهاء الترشيحات الحزبية بعد، وهو ما جعل الأمريكيون يواجهون أطول فترة سباق رئاسي في التاريخ الحديث، وذلك قبل 10 أشهر من انطلاق التصويت.
ومن المنتظر أن تنطلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، التي تجرى كل أربع سنوات، الثلاثاء 5 نوفمبر المقبل، حيث تأتي الانتخابات العامة في أمريكا بعد المؤتمرات الحزبية والانتخابات الأولية التي تجريها الأحزاب الرئيسية لتحديد مرشحيها، على أن يتم إعلان الفائز في يناير 2025.
سحق المنافسين
من الناحية الفنية، كما تشير شبكة "إي بي سي" نيوز الأمريكية، لم تبدأ معركة الترشح إلا في منتصف يناير الحالي، مع المؤتمرات الحزبية في ولاية آيوا، لكن منذ ذلك الحين، تقلص مجال المرشحين ليقتصر على بايدن واثنين من منافسيه على الجانب الديمقراطي، بينما استقرت الأمور في الحزب الجمهوري بين ترامب والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي.
وعلى أرض الواقع، فإن "بايدن وترامب"، لم يكونا يركزان سوى على بعضهما البعض، كما لو أن الانتخابات العامة قد بدأت، حيث حقق كلاهما تقدمًا كبيرًا في استطلاعات الرأي الأولية، التي سحقت منافسيهما وجعلت فرصهم ضئيلة، وذلك قبل أشهر من الإعلان الرسمي لمرشحي الأحزاب لخوض سباق الرئاسة.
سابقة جديدة
ونقلت الشبكة الأمريكية عن العديد من الخبراء تأكيدهم أن بدء سباق الانتخابات العامة قبل تسعة أشهر تقريبًا من يوم الانتخابات في أوائل نوفمبر سيشكل سابقة جديدة في السياسة الحديثة، وهو ما يعني من وجهة نظرهم أشهرًا من التأرجح الكبير في الولايات بين الطرفين، وملايين الدولارات من الإعلانات التي تملأ الإذاعات والتلفاز، وأكوامًا من العناوين الرئيسية اليومية، ومعارك مطولة بين المرشحين وحملاتهما.
ورسم الطرفان، وفقًا للشبكة، خطوط المعركة بينهما مبكرًا، وذلك مع بدء الحملة الانتخابية، حيث كان الرئيس الحالي يسافر إلى الولايات المتأرجحة وغيرها من الأماكن ذات التركيبة السكانية الديمقراطية الرئيسية، وقيامه بحملة حول مسائل سياسية حيوية مثل الإجهاض، والدفاع عن الديمقراطية، بجانب ترويجه لسجله الاقتصادي.
هجوم متبادل
مساعدو حملة بايدن، أكدوا للشبكة، أنهم ركزوا منذ البداية على مهاجمة ترامب وسجله، وفي الوقت نفسه يروجون للمكاسب المهمة سواء الاقتصادية أو السياسية التي حققها بايدن، مؤكدين أنهم مستمرون في هذا النهج وحشدوا الآلاف من الميدانيين والإعلانات المدفوعة لتحقيق ذلك.
أما ترامب، وبحسب الشبكة، فقد استفاد من القضايا الـ91 المرفوعة ضده، التي بسببها طُلب منه المثول أمام المحاكم، حيث استغل ذلك في حشد أنصاره مبكرًا ضد الديمقراطيين، الذين يزعم أنهم يسعون للنيل منه، وخصص حملته في التشكيك العلني بقدرة بايدن على التحمل ولياقته البدنية، بجانب تسليط الضوء على المميزات التي حققها خلال فترة رئاسته.
رياح معاكسة
ويرى الخبراء، أن الحملات الانتخابية المبكرة، قد تواجه رياحًا معاكسة، بسبب اجتياز انتخابات عامة طويلة تاريخيًا، جنبًا إلى جنب مع الناخبين، مشيرين إلى أنه على الطرفين ضمان محاولة وصول رسائلهما في توقيت صحيح، دون أن تكون مرهقة أو يتم تجاهلها من قِبل الناخبين.
وحذّر الخبراء من أن بلوغ ذروة النصر في أي حملة مبكرة، لابد أن يكون في أواخر شهر أكتوبر وليس حتى في أغسطس، ولكن وفقًا للشبكة، فإن الطرفين مهددان بالوصول لتلك الذروة مبكرًا جدًا، مطالبين الطرفين بضرورة جدولة نقاط الحملة بشكل متصاعد، حتى يتجنبا خطر إعاقة أو تنفير الناخبين.