الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بوقف التمويل.. حلفاء الاحتلال يمهدون لمخطط إخراج الأونروا من غزة

  • مشاركة :
post-title
الأونروا شريان حياة بالنسبة إلى أهل غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بدأت دولة الاحتلال الإسرائيلي وحلفاؤها الغربيون، تنفيذ مخطط إخراج وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من قطاع غزة، وفق ما جاء في تقرير سرى بوزارة الخارجية الإسرائيلية، تم تسريبه، في شهر ديسمبر الماضي.

مزاعم الاحتلال

وشرع جيش الاحتلال في تنفيذ المخطط، حين زعم -قبل يومين- عن ضلوع بعض موظفي الهيئة التابعة للأمم المتحدة، في عملية" طوفان الأقصى"، التي نفذتها الفصائل في مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر الماضي.

ولم يحدد الاحتلال طبيعة التورط المزعوم لموظفي الأونروا في هجمات 7 أكتوبر، وفق ما ذكرت شبكة" سي. إن. إن " الإخبارية الأمريكية.

وبالإضافة إلى تورط الموظفين المزعوم في هجمات 7 أكتوبر، زعم جيش الاحتلال، أمس السبت أيضًا، أن منشآت الأونروا استُخدِمت "لأغراض إرهابية"، وذلك في بيان نقلته الشبكة الأمريكية.

قطع التمويل

ومع إطلاق مزاعم الاحتلال بشأن "الأونروا"، أعلن حلفاؤه -الولايات المتحدة ودول غربية أخرى- وقف تمويل المنظمة، التي توظف حوالي 13 ألف شخص في غزة، مع تصاعد الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ودعا وزير الخارجية في حكومة الاحتلال يسرائيل كاتس، إلى تغيير "الأونروا"، وحرض الدول في منشور على منصة "إكس"على أن تحذو الدول حذو الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وبريطانيا وإيطاليا وفنلندا وسويسرا، التي علقت تمويلها للوكالة الأممية.

من جهته، وصف فيليب لازاريني المفوض للأونروا، قرار الدول التي علقت تمويلها للوكالة بأنه "صادم"، داعيًا إياها إلى العدول عنه.

وقال "لازاريني"، في بيان: "هذه القرارات تهدد العمل الإنساني الجاري حاليًا في المنطقة خاصة في غزة".

وذكر بأن "أكثر من مليوني شخص في غزة يعتمدون على المساعدات الحيوية التي تقدمها الوكالة منذ بداية الحرب"، وأن "كل من يخون القيم الأساسية للأمم المتحدة يخون أيضًا أولئك الذين نخدمهم في غزة، وفي المنطقة، وفي أماكن أخرى من العالم".

مخطط إخراج الأونروا

في نهاية ديسمبر الماضي، ذكر تقرير إسرائيلي أن هناك "محاولات من حكومة الاحتلال لإخراج وكالة الأونروا من قطاع غزة، في أعقاب الحرب الدائرة حاليًا".

ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية، أن تقرير وزارة الخارجية "شديد السرية"، يشمل توصيات بأن تحدث تلك الخطوة على 3 مراحل، "الأولى تكمن في الكشف في تقرير شامل عن تعاون مزعوم بين "الأونروا" وحركة حماس.

وأشار تقرير القناة الإسرائيلية، إلى أن المرحلة الثانية "قد تشمل تقليص عمليات الأونروا في القطاع الفلسطيني، والبحث عن منظمات مختلفة لتقديم خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية للفلسطينيين في غزة".

أما المرحلة الثالثة فستكون عبارة عن "عملية نقل كل مهام وكالة الأونروا إلى الهيئة التي ستحكم غزة بعد انتهاء الحرب".

ما هي الأونروا؟

وتقدم الأونروا، التي تأسست في 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، بعد "نكبة فلسطين" عام 1948، خدمات تعليمية وصحية ومساعدات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.

وهناك نحو 5.9 ملايين فلسطيني مسجّلين لدى الأونروا ويمكنهم الاستفادة من خدماتها التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والبنى التحتية للمخيّمات والتمويلات الصغيرة والمساعدات الطارئة.

وتعترف الوكالة الأممية بما مجموعه 58 مخيمًا للاجئين، بينها 19 مخيّمًا في الضفة الغربية، الأرض الفلسطينية التي تحتلّها إسرائيل عسكريًا منذ 50 عامًا. ويدرس أكثر من 540 ألف طفل في مدارس الأونروا.

مصادر تمويل الأونروا

وتشكل الولايات المتحدة بدورها مساهمًا فرديًا مهمًا في الأونروا، وتبلغ مساعدتها المالية السنوية نحو 300 مليون دولار، تليها في الترتيب كل من ألمانيا والسويد فضلًا عن النرويج. وفق وكالة "فرانس برس".

أما الأموال التي تحصل عليها الوكالة من الميزانية العادية للأمم المتحدة ومن المساهمات من الكيانات الأممية الأخرى، فبلغت 44.6 مليون دولار فقط عام 2022.

ومثلت تبرعات الحكومات حول العالم سنة 2022 على سبيل المثال 94.9% من إجمالي التبرعات.

وجاء 44.3% من إجمالي تعهدات الوكالة البالغة 1.17 مليار دولار من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تبرعت بمبلغ 520.3 مليون دولار سنة 2022، بما في ذلك تلك التي أتت من خلال المفوضية الأوروبية.

وأعلن الاحتلال وحلفاؤه الحرب على الأونروا، إثر قرار صدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي طلب من إسرائيل، الجمعة الماضية، العمل على منع حصول أعمال إبادة محتملة في غزة، والسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.