"عودوا إلى الصين مقركم الرئيسي".. بهذه العبارة صرخت الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي في وجه متظاهرين مؤيدين لفلسطين خارج منزلها، في تعبير توبيخي لهم على مطالبتها بدعم الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
وردت "بيلوسي" على المتظاهرين المناهضين لإسرائيل خارج منزلها الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وقالت عدة مرات: "إنه يجب عليهم جميعًا العودة إلى الصين أنه هو المكان الذي يقع فيه مقرهم الرئيسي"، وفق صحيفة "ديلي واير" الأمريكية.
نساء من أجل السلام
وفقًا لعدة تقارير، ربما كان تعليق بيلوسي بمثابة إشارة إلى "CODEPINK نساء من أجل السلام"، المجموعة الاحتجاجية المناهضة للحرب التي ارتبطت بالصين من خلال مؤسستها "جودي إيفانز" وزوجها، رجل الأعمال التكنولوجي المقيم في شنغهاي نيفيل روي سينجهام، وفق الصحيفة الأمريكية.
وبينما كان المتظاهرون يحاصرون بيلوسي، أظهر مقطع فيديو محاولتها ركوب سيارة والقيادة بعيدًا، فيما واصل المتظاهرون الضغط على رئيس مجلس النواب السابق للحصول على إجابة، قائلين إن أعضاء آخرين في الحزب الديمقراطي يطالبون أيضًا بوقف إطلاق النار.
متظاهرون مرتبطون بروسيا
وردت بيلوسي مباشرة قائلة لهم: "عودوا إلى الصين، هذا هو مقركم الرئيسي"، وهي تعليقات تأتي بعد يوم واحد فقط من ظهورها في برنامج "حالة الاتحاد"، حيث قالت لمذيعة شبكة "سي إن إن" دانا باش: "إن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة مرتبطون بروسيا وينشرون رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأضافت "إن دعوة المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى وقف إطلاق النار هي رسالة بوتين، فلا تخطئوا، فهذا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بما يود رؤيته، نفس الشيء مع أوكرانيا، وأعتقد أن بعض هؤلاء المتظاهرين عفويون وعضويون وصادقون، وأعتقد أن بعضها مرتبط بروسيا".
وتابعت: "أقول إنني نظرت إلى هذا الأمر لفترة طويلة الآن، كما تعلمون"، واختتمت حديثها باقتراح أن يقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء مزيد من التحقيق في الوضع.
سفارة روسيا لم تعلّق
وبحسب "رويترز"، لم تعلّق السفارة الروسية في واشنطن، لأن هذا هو أول تعليق من نوعه يصدر عن مشرّع أمريكي، فيما وصف إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أنه "من غير المعقول أن تقوم بيلوسي بمثل هذه التشهيرات التي لا أساس لها، التي تستهدف أولئك الذين يسعون إلى وضع حد لمذبحة المدنيين في غزة"، موضحًا أن تعليقاتها ترسم صورة واضحة. "عقود من تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته".
بالإضافة إلى ذلك، ذكر نهاد عوض، رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أن المنظمة "منزعجة للغاية من تعليقات بيلوسي، وأن ادعاءها بأن بعض الأمريكيين الذين يحتجون من أجل وقف إطلاق النار في غزة يعملون مع فلاديمير بوتين يبدو وهميًا، كما أن دعوتها لمكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق مع هؤلاء المتظاهرين دون أي دليل هي دعوة استبدادية تمامًا".