تصاعدت المطالب الداخلية لإدارة بايدن بضرورة وجود ردٍ حاسمٍ على الهجمات، التي طالت القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، واختلفت ردود الأفعال والمطالب ما بين رد مباشر وإعادة رسم السياسات الأمريكية مرة أخرى، التي كانت سببًا رئيسيًا في ذلك الهجوم، وهو ما أظهر عدة سيناريوهات يمكن أن يكون أحدها هي الخيار المناسب لإدارة بايدن.
وتعرض موقع عسكري أمريكي يسمى "البرج 22" على الحدود الأردنية السورية، لهجمات لطائرات بدون طيار، أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة 30 آخرين، حيث أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن بأصابع الاتهام إلى ما وصفها بالجماعات المسلحة المتطرفة وتنشط في سوريا والعراق، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية.
الرد المباشر
يعتبر خيار الرد المباشر من خلال ضرب إيران نفسها، هو الخيار الأصعب، وهي خطوة كبيرة يمكن أن تؤدي إلى مزيد من العواقب وإشراك الولايات المتحدة بشكل أعمق في المنطقة، خاصًا مع استمرار الحرب على غزة وتأييد واشنطن لإسرائيل.
السيناتور ليندسي جراهام، ضمن المطالبين بأهمية ذلك الرد المباشر، ونقلت الشبكة الأمريكية عنه مطالبته لإدارة بايدن بالرد من خلال البنتاجون، وضرب أهداف ذات أهمية داخل إيران، وضرب البنية التحتية والأفراد التي من وجهة نظره ستمنع أي هجمات ضد القوات الأمريكية في المستقبل.
ضربة سرية
ضربة أمريكية سرية محتملة على إيران، تعتبر أيضًا أحد الخيارات التي يمكن أن تتخذها إدارة بايدن لردع الفصائل المسلحة من الهجوم على القوات الأمريكية، ولكن وفقًا لوكالة سبوتنيك التي نقلت عن مصادر لم تسمها، فإن قرارًا مثل ذلك قد يضع الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع القيادة في طهران.
وتصريحات الرئيس الأمريكي والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي، حول عدم السعي للحرب مع إيران أو تصعيد الصراع في المنطقة، يمكن أن يكون ضمن سياسات الخداع الاستراتيجي، مشيرين إلى أنه يمكن أن يمكن أن يكون وراءها تداعيات خطيرة.
استهداف المسؤولين
مثلما أمر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، باستهداف الجنرال الإيراني الكبير، قاسم سليماني، في بغداد عام 2020، الذي وصفه بأنه كان نصرًا كبيرًا في سياسته، فيعتبر استهداف المسؤولين الإيرانيين بشكل مباشر، أحد الخيارات الناجحة ضمن سيناريوهات الرد الأمريكي على مقتل جنودها.
سياسة بايدن
يرى عدد من السياسيين أن الهجوم على الجنود الأمريكيين، هو نتاج فشل سياسة البيت الأبيض الذي لم ينجح في حماية الجنود من الهجمات في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها.
رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، يرى أن تلك الضربة لابد أن يتم الرد عليها من خلال إعادة تنظيم السياسة الأمريكية على نطاق أوسع في الشرق الأوسط، معتبرًا أن البيت الأبيض فشل في حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي.
ووفقًا لشبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، فإن تلك الهجمة تعتبر الأحدث على الجيش الأمريكي في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وذلك -من وجهة نظر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل- تعد قياسًا لتكلفة الفشل السياسي في ردع أعداء أمريكا، لافتًا إلى أن الأمريكيين لا يمكنهم أن يتحملوا نتائج هذا الفشل.